للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِدَاوَةٍ. وَغَسَّلْنَا صَاحِبَنَا. غَيرَ أَنَّا لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا. وَهِيَ تَكَادُ تَنْضَرِجُ مِنَ الْمَاءِ، (يَعْنِي الْمَزَادَتَينِ)، ثُمَّ قَال: "هَاتُوا مَا كَانَ عِنْدَكُمْ" فَجَمَعْنَا لَهَا مِنْ كِسَرٍ وَتَمْرٍ. وَصَرَّ لَهَا صُرَّةً. فَقَال لَهَا: "اذْهَبِي فَأَطْعِمِي هَذَا عِيَالكِ. وَاعْلَمِي أَنَّا لَمْ نَرْزَأْ مِنْ مَائِكِ" فَلَمَّا أَتَتْ أَهْلَهَا قَالتْ: لَقَدْ لَقِيتُ أَسْحَرَ الْبَشَرِ. أَوْ إِنَّهُ لَنَبِيٌّ كَمَا زَعَمَ. كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ذَيتَ وَذَيتَ

ــ

جلد (و) كل (إداوة) المطهرة سواء كانت من جلد أو خشب أو نحاس أو غيرها (وغسلنا صاحبنا) الذي اعتزل لأجل الجنابة، أي أعطيناه ما يغسل به، وفيه دليل على أنّ المتيمم إذا وجد الماء وأمكنه استعماله استعمله (غير أنا) أي لكن أنا (لم نسق بعيرا) واحدًا ولا أكثر من الإبل أي لم نسق واحدًا منها لأنها تصبر على فقد الماء وتركنا مزادتها (وهي) أي والحال أن المزادة (تكاد) أي تقارب أن (تنضرج) وتنشق (من الماء) أي لأجل كثرة الماء الذي فيها، وهو من الانضراج وهو الانشقاق من باب انفعل، وروي تتضرج من باب تفعل، قال النواوي: وهو بمعناه والأول أشهر، وفي علامات النبوة من صحيح البخاري من الملء (يعني) الراوي بقوله وهي تكاد تنضرج (المزادتين) أي ما ذكر من المزادتين وهو من كلام أبي رجاء العطاردي (ثمَّ) بعدما شربنا وقضينا حاجتنا من ذلك الماء وربط العزلاوين (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (هاتوا ما كان عندكم) أي ائتوا بما كان عندكم من الأزواد، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - تطييب لخاطرها، قال عمران بن حصين (فجمعنا لها) ما عندنا (من كسر) خبز جمع كسرة، كسدرة وسدر؛ وهي القطعة من الشيء المكسور (وتمر، وصر) أي شد (لها) ما جمعه في لفافة وجعله (صرة) أي كيسًا كبيرًا (فقال لها) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اذهبي) وارجعي إلى قومك (فأطعمي هذا) الذي جمعنا لك في صرة (عيالك) أي أيتامك (و) انتبهي و (اعلمي أنا لم نرزأ) أي لم ننقص (من مائك) شيئًا، ومنه قولهم ما رزأته ذبالًا أي ما نقصته (فلما أتت) وجاءت تلك المرأة (أهلها) أي قومها (قالت) لهم حين سألوها عن تأخرها: والله (لقد لقيت) اليوم أي رأيت (أسحر البشر) أي أعلم الناس بالسحر إن كان من الساحرين (أو إنه لنبي) مرسل من ربه (كما زعم) وقال إنه رسول رب العالمين، قال الأبي: والأظهر في أو من كلامها أنها للإضراب أي بل إنه نبي، وهو من حسن فطرتها ولا يبعد حسن الفطرة من نساء الأعراب اهـ، فإنَّه (كان من أمره) وشأنه (ذيت وذيت) أي كذا وكذا كناية عما رأته من معجزات

<<  <  ج: ص:  >  >>