روى عن أبي العالية وأبي رجاء وأبي عثمان النَّهْدي وغيرهم، ويروي عنه (ع) وشُعْبَة وغُنْدَر والنَّضْر بن شُمَيل وخَلْق، وَثَّقَه النَّسَائِيُّ وجماعةٌ.
وقال في "التقريب": ثِقَة رُمِيَ بالقدر وبالتشيُّع، من السادسة، مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة، وله ستٌّ وثمانون سنة.
(إنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ) البصريَّ القدريَّ المعتزليَّ الذي كان صَاحَبَ الحَسَنَ البصريَّ (حَدَّثنا عن الحَسَنِ) البصريِّ: (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ حَمَلَ) وشهر وأظهر؛ لأجل الاعتداء (علينا) معاشرَ المسلمين (السِّلَاحَ) أي: آلةَ الحرب والقتل سيفًا كان أو رُمحًا أو قوسًا أو غيرها ( .. فليس) عَمَلُه (منّا) أي: من عَمَلِنا وطريقتِنا؛ لأن المسلم لا يعتدي على المسلم ولا يقتلُه، بل ينصرُه ويحفظُه لأُخُوّة الإِسلام كما يحفظُ الأخُ من النَّسَبِ أخاه وينصرُه ولا يَخْذُلُه.
(قال) عَوْف بن أبي جَمِيلة: (كَذَبَ واللهِ عَمْروٌ) أي: أقسمتُ بالله كَذَبَ عَمْرُو بن عُبَيدٍ في نسبة هذا الحديث إلى الحَسَن البَصْرِيّ؛ لأنه ليس من مروياته وإنْ كان الحديثُ صحيحًا في نفسه، وأَتَى بالقَسَمِ؛ تأكيدًا لكَذِبهِ.
والحاصلُ أن قوله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ حَمَلَ علينا السلاح .. فليس منّا" حديث صحيحٌ مَرْويٌّ من طُرُقٍ كثيرةٍ، وقد ذَكَرَه مسلمٌ في "جامعه"، ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم (١): ليس ممن اهْتَدَى بِهَدْينا، واقْتَدى بعِلْمنا وعَملِنا وحُسْن سيرتنا، كما يقول الرجلُ لولده إذا لم يَرْضَ فعلَه: لستَ منِّي، وهكذا القولُ في كُلِّ الأحاديث الواردة بنحو هذا القول.
قال النوويُّ: (ومرادُ مسلمٍ رحمه الله تعالى بإيرادِ هذا الحديث: بيانُ أن عَوْفًا جَرَحَ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ وقال: كَذَبَ، وإنما كَذَّبَهُ مع أن الحديثَ صحيحٌ؛ لكَوْنِه نَسَبَه إلى الحَسَنُ، وكان عَوْفٌ من كبار أصحاب الحَسَنُ والعارفين بأحاديثه، فقال: كَذَبَ