للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَحُوزَهَا إِلَى قَوْلهِ الْخَبِيثِ.

[٦٨] وَحَدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ

ــ

في نِسْبَتِه إلى الحَسَنِ، فلم يَرْو الحَسَنُ هذا الحديث ولم يَسْمَعْهُ هذا الكَذَّابُ من الحَسَن) (١).

(ولكنَّه) أي: ولكنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ (أَرادَ) أي: قصدَ برواية هذا الحديث بسَنَدٍ كَذِبٍ (أنْ يَحُوزَها) أي: أنْ يَضُمَّ روايةَ هذا الحديث (إلى قوله) ومذهبِه (الخبيثِ) أي: الباطلِ وهو الاعتزالُ، ويقويه بها ويستدلّ عليه بها.

قال النوويُّ: (والمعنى: كَذَبَ بهذه الروايةِ المنسوبةِ إلى الحَسَنُ ليعضدَ بها مذهبَهُ الباطلَ الرديءَ وهو الاعتزال؛ فإنهم يَزْعُمون أن ارتكابَ المعاصي يُخرج صاحبَها من الإيمان ويُخلده في النَّار، ولا يُسمّونه كافرًا بل فاسقًا مخلّدًا في النَّار، وسيأتي الردُّ عليهم بقواطع الأدلَّة في كتاب الإيمان إن شاء الله تعالى) (٢).

وهذا السَّنَدُ من ثلاثياته، ومن لطائفه: أن رجاله كُلَّهم بصريون.

ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ من جَرْحِ عَمْرِو بن عُبَيدِ بأَثَرِ أيوبَ السَّخْتِيانيِّ فقال:

[٦٨] (وحَدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بن عُمَرَ) بن مَيسَرة الجُشَمي مولاهم، أبو سعيد (القَوارِيرِيُّ) البصريُّ نزيل بغداد.

روى عن حَمَّاد بن زيد وأبي عَوَانة وفُضَيل بن عياض وغيرهم، ويروي عنه (خ م د س) وأبو زُرْعة والفِريابي والبَغَوي، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِين.

وقال في "التقريب": ثِقَة ثَبْت، من العاشرة، مات سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين على الأصح، وله خمسٌ وثمانون سنة.

قال عُبَيد اللهِ: (حَدَّثنا حَمَّادُ بن زيدِ) بن دِرْهم الأَزْدِيّ أبو إسماعيل البصريُّ، أحدُ الأئمة الأعلام.


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ١٠٩).
(٢) "شرح صحيح مسلم" (١/ ١٠٩ - ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>