للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمِ وَلَيلَةٍ .. بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيتٌ فِي الْجَنةِ". قَالتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُن مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. وَقَال عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُن مُنْذُ سَمِعْتُهُن مِنْ اُمِّ حَبِيبَةَ. وَقَال عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: مَا تَرَكْتُهُن مُنْذُ سَمِعْتُهُن مِنْ عَنْبَسَةَ. وَقَال النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: مَا تَرَكْتُهُن مُنْذُ سَمِعْتُهُن مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ

ــ

الحديث، ورواه بعضهم بضم أوله بالبناء لما لم يسم فاعله (قال) عنبسة (سمعت) أختي (أم حبيبة) زوج النبي صلى الله عليه وسلم رملة بنت أبي سفيان القرشية الأموية المدنية، وهذا السند من سباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان طائفيان واثنان كوفيان وواحد بصري، وفيه أربعة تابعيون، روى بعضهم عن بعض وهم داود والنعمان وعمرو وعنبسة، وقد سبقت لهذا نظائر كثيرة اهـ نواوي حالة كونها (تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى اثنتي عشرة) بسكون الشين، وقد تكسر (ركعة) بسكون الكاف، وإنما ذكرنا ذلك مع أنه من الواضحات لأنها على ألسنة كثير من العوام تجري بفتحها لكون جمعها كذلك اهـ من العون، أي من صلى اثنتي عشرة ركعة من الرواتب (في يوم وليلة) المراد بها السنن المؤكدة كما جاء في رواية الترمذي بيانها بهذه الزيادة "أربعًا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر" وكلها مؤكدة وآخرها آكدها (بُني له) بالبناء للمفعول (بهن) أي بسبب تلك الركعات (بيت) مشتمل على أنواع من النعمة (في الجنة) أي بنى الله سبحانه وتعالى لذلك المصلي بيتًا في الجنة بسببهن إكرامًا له وجزاءً على تلك الصلوات (قالت أم حبيبة) بالسند السابق (فما تركتهن) ما تركت تلك الاثنتي عشرة ركعة في كل يوم (منذ سمعتهن) أي بعدما سمعت فضلها (من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنبسة) الراوي عنها (فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة وقال عمرو بن أوس) الراوي عن عنبسة (ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة وقال النعمان بن سالم) الراوي عن عمرو (ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس) قال النواوي: ويؤخذ من كلامهم هذا أنه يحسن من العالم ومن يقتدى به أن يقول مثل هذا ولا يقصد به تزكية نفسه بل يريد حث السامعين على التخلق بخلقه في ذلك وتحريضهم على المحافظة عليه وتنشيطهم لفعله اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>