النواوي: هذا من باب التوكيد ورفع احتمال إرادة الاستعادة، وقال ابن الملك: هو بدل من تطوعًا بدل الكل من الكل وأوفى لتأدية المقصود لأن المراد من تلك الركعات السنن المؤكدة، والمؤكدة في حكم الواجبة، والتطوع مستعمل في النوافل التي يخير المصلي بين فعلها وتركها، فقوله غير فريضة يكون أدل على المقصود، وفي بعض النسخ تطوعًا غير الفريضة، وفي بعضها تطوعًا من غير الفريضة (إلا بنى الله) سبحانه وتعالى (له) أي لذلك المصلي (بيتًا) أي قصرًا رفيعًا (في الجنة) قال شعبة (أو) قال لي النعمان بن سالم (إلا بني له بيت في الجنة) والشك من شعبة فيما قاله النعمان، وكرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة في سوق الحديث (قالت أم حبيبة) بالسند السابق (فما برحت) أي فما زلت (أصليهن) أي أصلي تلك الصلوات (بعد) أي بعد ما سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال عمرو: ما برحت أصليهن بعد) أي بعد ما سمعت هذا الحديث من عنبسة (وقال النعمان مثل ذلك) أي ما برحت أصليهن بعد ما سمعت هذا الحديث من عمرو بن أوس، ففيه حث للسامعين على مواظبتهن.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها فقال:
١٥٨٨ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني عبد الرحمن بن بشر) بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي أبو محمد النيسابوري، ثقة، من صغار (١٠) روى عنه في (١٣) بابا (وعبد الله بن هاشم) بن حيان بتحتانية (العبدي) أبو عبد الرحمن النيسابوري، ثقة، من صغار (١٠) روى عنه في (٩) أبواب (قالا حدثنا بهز) بن أسد العمي أبو الأسود البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٣) بابا (حدثنا شعبة) بن الحجاج البصري (قال) شعبة (النعمان بن سالم) الطائفي مبتدأ خبره جملة قوله (أخبرني قال) النعمان (سمعت عمرو بن أوس)