١٦٢٢ - (٧٠٨)(١١٨) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالتْ: مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّحَرُ الأَعْلَى فِي بَيتِي, أَوْ عِنْدِي, إِلَّا نَائِمًا
ــ
قال النواوي: فيه الحث على القصد في العبادة، وأنه ينبغي للإنسان أن لا يتحمل من العبادة إلا ما يطيق الدوام عليه ثم يحافظ عليه اهـ (قال) مسروق (قلت) لعائشة (أي حين) وزمن (كان) صلى الله عليه وسلم (يصلي) صلاة الليل (فقالت) عائشة (كان) صلى الله عليه وسلم (إذا سمع) صياح (الصارخ) أي الديك سُمي بذلك لكثرة صياحه اهـ نووي، وفي المصباح: يقال صرخ يصرخ من باب قتل، صراخًا فهو صارخ، وصريخ إذا صاح وصرخ فهو صارخ إذا استغاث اهـ منه، قال ابن ناصر: وأول ما يصيح نصف الليل غالبًا وهذا موافق لقول ابن عباس نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، وقال ابن بطال: يصرخ عند ثلث الليل اهـ قسط (قام) جواب إذا أي استيقظ من نومه (فصلى) ما كتب له من صلاة الليل لأنه وقت نزول الرحمة والسكون وهدوء الأصوات.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديثها بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها فقال:
١٦٢٢ - (٧٠٨)(١١٨)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (أخبرنا) محمد (بن بشر) العبدي الكوفي (عن مسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبي سلمة الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (٥)(عن) عمه (أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة فقيه، من (٣)(عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وثلاثة كوفيون (قالت) عائشة (ما ألفى) ماض رباعي من الإلفاء (رسول الله صلى الله عليه وسلم) مفعول به مقدم على فاعله (السحر الأعلى) أي السحر الأخير فاعل، والسحر الأعلى من آخر الليل ما قبيل الصبح، يقال لقيته بأعلى السحرين أي قبيل الصبح وهو فاعل ألفى أسند إليه مجازًا أي ما وجد السحر الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (في بيتي) وحجرتي (أو) قالت عائشة حالة كونه (عندي) والشك من الراوي عنها (إلا) استثناء مفرغ (نائمًا) مفعول ثان لألفى أي ما