جاء السحر الأعلى إلا حالة كونه نائمًا بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ، جمعًا بينه وبين رواية مسروق السابقة، وهل المراد حقيقة النوم أو اضطجاعه على جنبه لقولها في الحديث الآخر فإن كنت يقظى حدثني وإلا اضطجع أو كان نومه خاصًّا بالليالي الطوال وفي غير رمضان دون القصار لكن يحتاج إخراجها إلى دليل. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري وأبو داود وابن ماجه.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديثها الأول بحديث آخر فقال:
١٦٢٣ - (٧٠٩)(١١٩)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ونصر بن علي) الأزدي أبو عمر البصري الجهضمي (و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني أبو عبد الله المكي (قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة) الكوفي ثم المكي (عن أبي النضر) سالم بن أبي أمية التيمي مولاهم المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (٩) أبواب (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان أو كوفي وبصري أو كوفي ومكي، وفيه التحديث والعنعنة والمقارنة (قالت) عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي) سنة (الفجر فإن كنت مستيقظة) أي غير نائمة (حدثني) أي تحدث معي وكلمني، وفي بعض النسخ (حدثني) حدثيني بصيغة أمر المؤنث فنقدر القول (وإلا) أي وإن لم أكن متيقظة (اضطجع) على شقه الأيمن ليستريح من تعب قيام الليل.
وفيه دليل على جواز الحديث بعد ركعتي الفجر وهذا مذهب الجمهور، وقد كرهه الكوفيون ورُوي مثله عن ابن مسعود وبعض السلف لما جاء أنه وقت الاستغفار وما ذكرناه أولى لأن الأصل الإباحة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكونه وقت استحباب الاستغفار لا يمنع من الكلام والله أعلم.
وهذا الحديث من أفراد المؤلف ولكنه شاركه أحمد [٦/ ١٢١ و ٢٥٤].