وقال ابنُ عَدِيّ: صالح المُرِّيّ من أهل البصرة، وهو رجل قاصّ حَسَن الصوت، وعامَّةُ أحاديثِه مُنكرات يُنْكِرُها الأئمّةُ عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أُتي من قِلَّةِ معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنَّه مع هذا لا يَتَعَمَّدُ الكَذِبَ، بل يغلط شيئًا.
وقال ابنُ حِبّان: أقْدَمَه المهديُّ إلى بغداد، وقال عفان: كان شديد الخوف من الله كثير البكاء، وقال الثَّوريّ لما سمع كلامه: هذا نذير قوم.
قال خليفة: مات سنة "١٧٢"، وقال البُخَارِيّ: مات سنة ست وسبعين ومائة.
قلتُ: قال ابنُ حِبَّان في "الضعفاء": صالح بن بَشِير المُرِّي كان من عُبَّاد أهل البصرة وقرائهم، وهو الذي يُقال له: صالح بن بَشِير المُرِّي الناجي، وكان مِنْ أحزن أهل البصرة صوتًا وأرقهم قراءة، غَلَبَ عليه الخيرُ والصلاحُ حتَّى غَفَلَ عن الإتقان في الحفظ، وكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن ونحو هؤلاء على التوهُّم فيجعله عن أنس، فظهر في روايته الموضوعاتُ التي يرويها عن الأثبات فاستحقّ الترك عند الاحتجاج، كان يحيى بن مَعِين شديد الحمل عليه، مات سنة "١٧٦"، وقيل: سنة "١٧٢".
وقال أبو إسحاق الحربي: إذا أرسل .. فبالحَرِيّ أن يُصيب، وإذا أسند .. فاحذروه، وقال أبو أَحْمد الحاكم: ليس بالقَويّ عندهم، وقال عفان: كُنا عند ابن عُلَيَّة فذُكِرَ المُرِّي فقال رجلٌ: ليس بثقة، فقال آخر: منه اغتبتَ الرَّجل، فقال ابن عُلَيَّة: اسكتوا فإنما هذا دِين، وقال الدارقطني: ضعيف) اهـ من "تهذيب التهذيب"(٤/ ٣٨٢ - ٣٨٣).
وقال الحافظ الذهبي: (وقال إبراهيم بن الحجاج: حَدَّثَنَا صالح المُرِّي عن ثابت ويَزيد الرَّقاشيّ وميمون بن سِيَاهٍ عن أنس مرفوعًا: "إنَّ ربّكم حيي كريم يستحيي أن يَمُدَّ أَحَدُكم يديه إليه فيردّهما خائبتين".
وقال داود بن منصور: عن صالح المُّرّي، حَدَّثَنَا عَمْرو مولى آل الزُّبير عن سالم عن أَبيه قال: كُنّا جلوسًا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "يَطْلُعُ عليكم من هذا الباب رجلٌ من أهل الجنة" فإذا سَعْد.