ونحوهم (إذا عملوا عملا) صالحًا (أثبتوه) أي لازموه وداوموا عليه، وإنما كان القليل الدائم خيرًا من الكثير المنقطع لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر القليل بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرةً. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٢١٢] والبخاري [٤٣ و ٦٤٦٤] وأبو داود [١٣٦٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
١٧١٩ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا محمد بن المثنى) العنزي البصري (حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) الهذلي البصري (حَدَّثَنَا شعبة) بن الحجاج البصري (عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني (أنَّه سمع أبا سلمة) بن عبد الرحمن (يحدث عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وثلاثة بصريون، غرضه بسوقه بيان متابعة سعد بن إبراهيم لسعيد بن أبي سعيد في رواية هذا الحديث عن أبي سلمة، وكرر المتن لما في هذه الرواية من المخالفة في سوق الحديث وبالاختصار (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل) أي أي عمل من الأعمال الصالحة (أحب إلى الله) أي أكثر أجرًا عند الله تعالى (قال) صلى الله عليه وسلم أحب العمل عند الله تعالى (أدومه) أي أكثره تتابعًا ومواظبةً (وإن قل) ذلك العمل المداوم عليه لأن القليل الدائم لا ينقطع أجره بخلاف الكثير المنقطع فإنه ينقطع أجره.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث آخر لها فقال:
١٧٢٠ - (٧٤٨)(١٥٧)(وحدثنا زهير بن حرب) الحرشي النسائي (وإسحاق بن