ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى بأَثَرِ يَزِيد بن هارون فقال:
[٧٥](وحَدَّثَنا الحَسَنُ) بن عليٍّ (الحُلْوَانِيُّ) أبو علي المكيُّ من الحادية عشرة.
(قال) الحَسَنُ: (سَمِعْتُ يَزِيدَ بنَ هارونَ) بن زاذان السُّلمي مولاهم، أَبا خالد الواسطيّ، أحد الأئمة الأعلام الحُفاظِ المشاهيرِ.
روى عن سُلَيمَان التَّيمِي وحُمَيد الطَّويل والجُريري وغيرهم، ويروي عنه (ع) وأحمدُ وإسحاقُ وابنُ مَعِين وخلق، قال أَحْمد: كان حافظًا مُتْقِنًا، وقال العِجْليّ: ثِقَة ثَبْت، وقال أبو حاتم: إمامٌ لا يُسأل عن مثله.
وقال في "التقريب": ثِقَة مُتْقِن عابد، من التاسعة، مات سنة ستٍّ ومائتين.
(وذَكَرَ) يَزيدُ بن هارون (زيادَ بنَ ميمونٍ) الثَّقَفيَّ الفاكهيَّ (فقال) يزيدُ: (حَلَفْتُ) بالله وأقسمتُ على (أنْ لا أرويَ) ولا أُحَدِّثَ (عنه) أي: عن زياد بن ميمون (شيئًا) من الأخبارِ لا قليلًا ولا كثيرًا؛ لأنه كَذَّابٌ وَضَّاعٌ، (و) حَلَفْتُ أَيضًا على أنْ (لا) أرويَ (عن خالدِ بنِ مَحْدُوجٍ) - بميم مفتوحة ثم حاء مهملة ساكنة ثم قال مضمومة مهملة ثم واو ثم جيم- أبي روح الواسطيّ- رأى أنس بنَ مالك رضي الله تعالى عنه - لأنه كَذَّابٌ أَيضًا.
ثم بَيَّنَ يَزِيدُ بن هارون رحمه الله تعالى سبَبَ عدم روايته عن زياد بن ميمون (وقال) يزيدُ: وإنما حَلَفْتُ على تَرْكِ روايتي عنه؛ لأني (لَقِيتُ) ورأيتُ يومًا (زيادَ بنَ ميمونٍ فسألتهُ) أي: فسألتُ زيادًا (عن حديثٍ، فحَدَّثني به عن بكْرٍ) بفتح الباء الموحدة وإسكان الكاف، ابن عبد الله (المُزَنِيّ) التابعي الجليل الفقيه رحمه الله تعالى، وهو بَكْر بن عبد الله بن عَمْرو بن هلال المُزَنِيّ أبو عبد الله البصريُّ، أحدُ الأئمة الأعلام.
روى عن المغيرة وابن عبّاس وابن عُمر، قال ابنُ المَديني: له نحو خمسين حديثًا، ويروي عنه (ع) وقتادة وثابت وحُمَيد وخلق.