وقال في "التقريب": ثِقَة ثبَتْ جليل، من الثالثة، مات سنة ستٍّ أو ثمانٍ ومائة.
قال يَزيدُ بن هارون:(ثُمَّ عُدْتُ) ورَجَعْتُ (إليه) أي: إلى زياد بن ميمون (فحَدَّثَنِي) زيادٌ (به) أي: بذلك الحديث الذي حَدَّثَني أولًا عن بَكْر المزني مَرَّةً ثانيةً (عن مُوَرِّق) بضمِّ الميم وفتح الواو وكسر الراء المشدّدة، ابن المُشَمْرِج بضمِّ الميم الأولى وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء وبالجيم بوزن مُدَحْرِج، العِجْليّ أبي المُعْتَمِر البَصْرِيّ.
روى عن عُمر وسَلمان الفارسيّ وأبي ذَرٍّ وأبي الدَّرداء وابن عبّاس وابن عُمر وجماعة، ويروي عنه (ع) وقتادة وعاصم الأحول وحُمَيد الطَّويل ومجاهدٌ وخلق، وَثَّقة النسائيُّ.
وقال في "التقريب": ثقةٌ عابدٌ، من كبار الثالثة، مات بعد المائة وليس عندهم (مُوَرِّق) إلَّا هذا.
(ثُمَّ عُدْتُ) وَرَجعْتُ (إليه) أي: زيادٍ ثالثةً (فحَدَّثَني به) أي: بذلك الحديثِ (عن الحَسَنِ) بنِ أبي الحَسَنُ يَسَار البَصْرِيّ إمامِ الهُدى والسُّنَّة، (وكان) يَزِيدُ بن هارون (يَنْسُبُهما) أي: يَنْسُبُ زيادَ بنَ ميمون وخالدَ بن مَحْدُوج (إلى الكَذِبِ) ويقول: إنهما كذّابان.
وقال النوويُّ: (وأما قولُه: "وكان يَنْسُبُهما إلى الكَذِبِ" .. فالقائلُ: هو الحُلْوَانِيُّ، والنَّاسِبُ: هو يزيدُ بن هارون، والمنسوبان: زيادُ بن ميمون وخالدُ بن مَحْدُوج.
وأمَّا قولُه:"حَلَفْتُ أنْ لا أَرْويَ عنهما" .. ففعله نصيحة للمسلمين، ومبالغة في التنفير عنهما؛ لئلّا يَغْتَرَّ أحدٌ بهما فيرويَ عنهما الكذب فيقَعَ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما راج حديثهما فاحتجّ به.
وأمَّا حُكْمُه بكذب زياد بن ميمون .. فلكَوْنِه حَدَّثَه بالحديثِ عن واحدٍ ثم عن آخرَ