للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيضًا. قَال أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إِلَيهَا. فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي، فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ. عَرَجَتْ في الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَال: فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! بَينَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيلِ أَقْرَأُ في مِرْبَدِي إِذْ جَالتْ فَرَسِي. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَإِ ابْنَ حُضَيرٍ! " قَال: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالتْ أَيضًا. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَإِ ابْنَ حُضَيرٍ! " قَال: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالتْ أَيضًا. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَإِ ابْنَ حُضَيرٍ! "

ــ

(أيضًا) ولفظة أيضًا كلمة يؤتى بها بين شيئين بينهما عُلقة كما بسطنا الكلام عليها في جواهر التعليمات (قال أُسيد) بن حضير (فخشيت) أي خفت من الفرس (أن تطأ) وتدوس ولدي (يحيى) وكان قريبًا من الفرس (فقمت إليها) أي إلى الفرس لأبحث عن سبب اضطرابها (فإذا) شيء (مثل الظُّلة) أي شبهها، والظُّلة هي ما بقي من الشمس كسحاب أو سقف بيت مأخوذة من الظل قائم (فوق رأسي) وإذا فجائية أيضًا أي ففاجأني رؤية مثل الظلة فوق رأسي (فيها) أي في تلك الظلة أنوار (أمثال السرُج) أشباه المصابيح والسرج بضمتين جمع سراج وهو المصباح، شبَّه الأَنوار التي رأى في السحابة بها، ولفظ البخاري أمثال المصابيح أي أجسام لطيفة نورانية، ثم (عرجت) وصعدت تلك الظلة (في الجو) والهواء وارتفعت (حتَّى ما أراها) ولا أبصرها، والجو بتشديد الواو ما بين السماء والأرض (قال) أسيد (ف) لما أصبحت (غدوت) أي بكرت ودخلت (على رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ) أخبرته خبر ما رأيته في ليلتي و (قلت) له (يا رسول الله بينما أنا البارحة) أي في الليلة القريبة إلينا (من جوف الليل أقرأ) القرآن (في مربدي إذ جالت) ووثبت (فرسي) وإذ فجائية رابطة لجواب بينما أي بينما أوقات قراءتي جوف الليل من هذه البارحة في مربدي فاجأني جولان فرسي ووثوبها (فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ) أي دُم على قراءتك يا (ابن حضير) فيما يستقبلك من الليالي. قال القرطبي: (وقوله صلى الله عليه وسلم لابن حضير: اقرأ) عند إخباره له بما رأى هو أمر له بمداومته على القراءة فيما يستأنفه فرحًا بما أطلعه الله عليه، وكرر ذلك تأكيدًا اهـ المفهم، ولفظ البخاري (اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير) (قال) أُسيد (فقرأت ثم جالت أيضًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير قال: فقرأت ثم جالت أيضًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير) وتكرار

<<  <  ج: ص:  >  >>