بكريم مواعظه والعمل بشريف أوامره ونواهيه فالمقصود من الحديث الحضُّ على هذا المعنى لا على مجرَّد حفظه إذ لا جدوى له كما هو المشاهد في كثير من حفّاظه حتَّى إن كثيرًا من عامّة المؤمنين أحسن منهم بكثير دينًا وعلمًا اهـ (مثل التمرة لا ريح لها) أي لا ريح مشتهى لها وإلا فالتمرة لها ريح (وطعمها حلو) أي حال فحلاوة النفس المؤمنة الإيمان وانتفاء الرائحة الطيبة عنها عدم تلاوتها القرآن (ومثل المنافق الَّذي يقرأ القرآن مثل الريحانة) قال العسقلاني: الريحانة كل بقلة طيبة الريح (ريحها طيب وطعمها مرٌّ) فطيب رائحة النفس المنافقة بقراءة القرآن ومرارتها بخبث الاعتقاد (ومثل المنافق الَّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة) نبت مرٌّ لا ساق له (ليس لها ريح) طيب (وطعمها مرّ) فكذلك المنافق الَّذي لا يقرأ القرآن ليس له رائحة طيبة لعدم تلاوته القرآن ولا طيب القلب لخبث اعتقاده. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٤٠٣ و ٤٠٤] والبخاري [٥٠٢٠] وأبو داود [٤٨٠٣] والترمذي [٢٨٦٥] والنسائي [٨/ ١٢٤ - ١٢٥] وابن ماجة [١٢٤].
قال النواوي: في الحديث فضيلة حافظ القرآن واستحباب ضرب الأمثال لإيضاح المقاصد اهـ. وفيه أيضًا تمثيل الأعمال بالأثمار وهي من ثمرات النفوس وفي هذا التمثيل معان ذكرها ابن الملك في المبارق؛ من جملتها أن الأشجار المثمرة لا تخلو عمن يغرسها ويسقيها ويربّيها كذا المؤمن يقئض له الله من يؤدِّبه ويعلِّمه ويهذِّبه ولا كذلك الحنظلة المهملة المتروكة بالعراء اهـ.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي موسى رضي الله عنه فقال:
١٧٥٢ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا هدّاب بن خالد) بن الأسود بن هدبة القيسي أبو خالد البصري، ثقة، من (٩) روى عنه في (٤) أبواب (حَدَّثَنَا همَّام) بن يحيى بن دينار الأزدي أبو عبد الله البصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (ح وحدثنا محمد بن