النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: فهل يروي أنسٌ إلّا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
وقال معاذ بن معاذ: قلت لشعبة: أرأيتَ وَقِيعَتَكَ في أَبانِ تبين لَك غَيرَ ذلك؟ فقال: ظَنٌّ يُشْبهُ اليقينَ.
وقال عبد الله بن أحمد شَبُّوَيهِ -بفتح أوله وتشديد الباء الموحدة-: سمعتُ أبا رجاء يقول: قال حماد بن زيد: كلمْنَا شعبة في أن يكُف عن أبان بن أبي عياش لسِنّهِ وأهلِ بيته فضَمِن أن يفعل، ثم اجتمعا في جنازة فنادى مِنْ بعيد: يا أبا إسماعيل؛ إني قد رجَعْتُ عن ذلك لا يَحِلُّ الكف عنه؛ لأن الأَمْرَ دِين.
وقال أحمد: هو متروك، كان وَكيع إذا مَر على حديثه .. يقول: رجل، ولا يُسميه استضعافًا له، وقال يحيى بن مَعِين: متروك، وقال مرةَ: ضعيف، وقال أبو عوانة: كنت لا أسمع بالبصرة حديثًا إلا جِئْتُ به أبانا فحدثني به عن الحسن، حتى جَمعْتُ منه مصحفا فما أستحلُّ أن أَرْوي عنه، وقال أبو إسحاق السعدي الجوزجاني: ساقط، وقال النسائي: متروك، ثم ساق ابنُ عدي لأبان جملة أحاديثَ منكرةٍ.
ويُروى عن سفيان أنه قيل له: ما لك قليلَ الرواية عن أبانٍ؟ قال: كان نَسِيّا للحديث، وقال أحمد بن حنبل: قال عفان: أوَّلُ مَنْ أَهْلَكَ أبانَ بن أبي عَيَّاش أبو عوانة؛ جمعَ حديث الحسن فجاء به إلى أبان فقرأه عليه، وقال محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن أبانِ بن أبي عياش شيئًا قط، وقال الحافظ أحمد بن علي الأَبارُ فيما رواه عنه العقيلي: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلتُ له: أترضى أبانَ بن أبي عياش؟ قال: لا.
وروَى له أبو داود حديثًا واحدا مقرونا بقتادة في الصلاة، ثنا خُلَيد العَصَري عن أبي الدرداء:"خَمس مَنْ جاء بهن ... " الحديث وهو من روايةِ ابن الأعرابي، وقال ابنُ حِبان: كان أبان من العُباد الذي يسهر الليلَ بالقيام، ويطوي النهارَ بالصيام، سمع عن أنس أحاديثَ، وجالس الحسنَ، فكان يسمع كلامه ويحفظ، فإذا حدث .. ربما جعل كلامَ الحسن عن أنس مرفوعًا وهو لا يعلم، ولعله روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثرَ من ألف وخمسمائة حديث، ما لكثير منها أصل يُرجع إليه.