بغير ذلك) البعث المذكور من أمور المسلمين ومصالحهم كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أمرهم) أي أمر النَّاس (بها) أي بتلك الحاجة (وكان) صلى الله عليه وسلم يأمر في خطبته بالتصدق و (يقول) لهم (تصدقوا) أيها النَّاس على المحتاجين من أموالكم، وقوله (تصدقوا تصدقوا) توكيد لفظي للأول وهو أمر من التصدق (وكان أكثر من يتصدق) من النَّاس، بالنصب خبر كان مقدم على اسمها، وهو قوله (النساء) بالرفع (ثم) بعد فراغه من الخطبة (ينصرف) النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أي يذهب ويرجع إلى بيته (فلم يزل) الأمر أي أمر العيد كائنًا (كذلك) من تقديم الصلاة على الخطبة (حتَّى كان) أي إلى أن صار (مروان بن الحكم) بن أبي العاص بن أمية الأُموي المدنِيُّ عاملًا على المدينة لمعاوية بن أبي سفيان فغير أمر العيد بتقديم الخطبة على الصلاة، قال أبو سعيد الخُدرِيّ:(فخرجت) يومًا مع مروان إلى المصلى حالة كوني (مخاصرًا مروان) أي مماشيًا محاذيًا معه يده في يدي، يقال خاصره إذا أخذ بيده في المشي كما في القاموس، وأصله من الخصر وكأنه حاذى خاصرته (حتَّى أتينا) أي حتَّى جئت أنا وهو (المصلى) أي مصلى العيد، وإذا في قوله (فإذا كثير بن الصلت) -بفتح الصاد وسكون اللام فجائية- وكثير مبتدأ، وهو كثير بن الصلت بن معدي كرب الكندي المدنِيُّ، ثِقَة، من الثَّانية، ووهم من جعله صحابيًّا، روى عنه النَّسائيّ فقط اهـ من التقريب، وجملة قوله (قد بني منبرًا من طين ولبن) خبر المبتدأ، أي أتينا المصلى ففاجأنا بناء كثير بن الصلت المنبر ومنازعةُ مروان يده من قَبْلُ (١)، إنما بناه قبل هذا لعثمان، وفيه خطبة العيد على المنبر، ولبن جمع لبنة ككلم وكلمة، واللبنة ما يعمل من الطِّين ويبنى به الجدار ويسمى مطبوخه الآجر، وكذا في قوله (فإذا مروان ينازعني يده) فجائية وينازعني أي يجاذبني، ويده بالرفع بدل بعض من ضمير الفاعل، وينصب على أنَّه مفعول ثان كذا في المرقاة، والمعنى على الرفع أي تجذبني يدهُ إلى جهة المنبر، وعلى النصب يجذبني يدَه مني أي