أن يصيبني من لفحها) وفيه (ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي) الحديث والسلام في النار للعهد أي رأيت نار جهنم (فلم أر منظرًا كاليوم قط) منظرًا نصب بأر وقط بتشديد الطاء وتخفيفها ظرف للماضي متعلق بأر (أفظع) أي أقبح وأشنع وأسوأ صفة للمنصوب وكاليوم قط اعتراض بين الصفة والموصوف والتقدير فلم أر قط منظرًا أفظع مثل منظر اليوم (ورأيت أكثر أهلها) أي أهل النار (النساء) واستشكل مع حديث أبي هريرة (إن أدنى أهل الجنة من له زوجتان من الدنيا) ومقتضاه أن النساء ثلثا أهل الجنة وأجيب يحمل حديث أبي هريرة على ما بعد خروجهن من النار أو أنه خرج مخرج التغليظ والتخويف (قالوا: بم) أصله بما حذفت ألفها فرقًا بينها وبين ما الموصولة أي بأيِّ سبب بن أكثر أهل النار (يا رسول الله قال: بكفرهن قيل) له (أيكفرن بالله) تعالى (قال: بكفر العشير) أي الزوج أي إحسانه لا ذاته وقوله (وبكفر الإحسان) معطوف مبين للمعطوف عليه على حدِّ أعجبني زيد وكرمه وكفر "الإحسان تغطيته وعدم الاعتراف به أو جحده وإنكاره كما يدل عليه قوله: (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر) كله كما في رواية البخاري أي عمر الرجل أو الزمان جميعه نصب على الظرفية (ثم رأت منك شيئًا) قليلًا لا يوافق غرضها في أي شيء كان (قالت: ما رأيت منك خيرًا قط).
وليس المراد من قوله أحسنت خطاب رجل بعينه بل كل من يتأتى منه الإحسان, فهو خطاب خاص لفظًا عام معنى اهـ من الإرشاد.
وفي بعض الهوامش: قوله: (بكفر العشير وبكفر الإحسان) بالباء الموحدة الجارة والكاف المضمومة وسكون الفاء وفي بعض النسخ (يكفرن العشير ويكفرن الإحسان) بصيغة المضارع المسند إلى ضمير جمع المؤنث والمراد بالعشير الزوج وفيه جواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق وقوله: (الدهر) نصب على الظرفية أي طول الزمان وفي جميع الأزمان اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري (١٠٥٣).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال: