أفعاله تقتضي ذلك أم لا إذ العقوبة غير واجبة فإلهام الله تعالى الثناء عليه دليل على أنه شاء المغفرة له وبهذا تظهر فائدة الثناء وإلا فإذا كانت أفعاله مقتضية للجنة لم يكن للثناء فائدة ولعله لهذا جاء (لا تذكروا الموتى إلا بخير) اهـ بزيادة من السندي على النسائي وقوله: (أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض) مرتين بعد الأولى تأكيد لها على ما تقرر من أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم منه وهذا هو الأظهر وقيل: كرره ثلاثًا إشارة إلى أن المراد القرون الثلاثة الذين قال فيهم (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه البخاري ومسلم وغيرهما قال القرطبي: (قوله من أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار) يشكل هذا بالنهي عن سب الموتى وبقوله: (اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم) رواه أبو داود والترمذي والحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما (وأجيب) عنه بأوجه:
أحدها: أن هذا الذي تحدث عنه بالشر كان مستظهرًا له ومشهورًا به فيكون ذلك من باب لا غيبة لفاسق انظر كشف الخفاء (٢/ ٣٦٦).
وثانيها: أن محمل النهي إنما هو فيما بعد الدفن وأما قبله فمسوغ ليتعظ به الفساق وهذا كما يكره لأهل الفضل الصلاة على المعلن بالبدع والكبائر. وثالثها: أن الذي أثنى عليه الصحابة بالشر يحتمل أن يكون من المنافقين ظهرت عليه دلائل النفاق فشهدت الصحابة بما ظهر لهم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (وجبت له النار) والمسلم لا تجب له النار وهذا هو مختار القاضي عياض ورابعها: أن يكون النهي عن سب الموتى متأخرًا عن هذا الحديث فيكون ناسخًا والثناء بتقديم الثاء المثلثة على النون ممدودًا إنما يقال في الخير غالبًا والذي يقال في الشر هو النثا بتقديم النون وتأخير الثناء والقصر إلا أن هذا الحديث جاء في الثناء في الشر لمطابقته للفظ الثناء في الخير.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٣/ ١٨٦ و ٢٤٥) والبخاري (٢٦٤٢) والنسائي (٤/ ٤٩ - ٥٠) والترمذي (١٠٥٨) وابن ماجه (١٤٩١) والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
(٢٠٨١)(٠)(٠)(وحدثني أبو الربيع الزهراني) سليمان بن داود البصري (حدثنا