{وَإنْ أَسَأْتُم فَلَهَا} الرابع أنَّه محمول على نقص الأجر في حق من صلى في المسجد ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة لما فاته من تشييعه إلى المقبرة وحضور دفنه والله أعلم وفي حديث سهيل هذا دليل على طهارة الآدمي الميت وهو الصحيح في مذهبنا اهـ نواوي قال القرطبي: وقد اختلف في نجاسة الميت قول مالك والشافعي وأصحابهما وقال بعض المتأخرين: الخلاف إنما يصح في المسلمين لا الكافرين فإنهم متفقون على تنجيس الميت منهم وهذا القول حسن لأنه قد تقرر الإجماع على أن الموت بغير ذكاة سبب التنجيس فيما له نفس سائلة مطلقًا وهذا يقتضي تنجيس الميت المسلم إلَّا أنَّه قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال (إن المؤمن لا ينجس) رواه السبعة فهل يحمل هذا على أنَّه لا ينجس حيًّا ولا ميتًا فيستثنى تلك القاعدة الكلية أو يحمل على أنَّه لا ينجس ما دام حيًّا وهو الَّذي خرج عليه الحديث وتحمل تلك القاعدة الكلية على أصلها ويبقى الكافر على أصل القاعدة وإنما الخلاف في نجاسة عين الكافر في حال حياته فقال بنجاسته الشافعي وغيره وبطهارته مالك وغيره اهـ من المفهم باختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٦/ ٧٩) وأبو داود (٣١٨٩ و ٣١٩٠) والترمذي (١٠٣٣) والنسائي (٤/ ٦٨).
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
(٢١٣٣)(٠)(٠)(وحدثني محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي (حَدَّثَنَا بهز) بن أسد العمي البصري ثقة من (٩)(حَدَّثَنَا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي البصري ثقة من (٧)(حَدَّثَنَا موسى بن عقبة) بن أبي عياش الأسدي مولاهم المدني ثقة فقيه إمام في المغازي من (٥)(عن عبد الواحد) بن حمزة بن عبد الله بن الزبير الأسدي المدني (عن) عمه (عباد بن عبد الله بن الزبير) الأسدي المدني (يحدث عن عائشة) رضي الله تعالى عنها وهذا السند من سباعياته غرضه بسوقه بيان متابعة موسى بن عقبة لعبد العزيز بن محمد في رواية هذا الحديث عن عبد الواحد بن حمزة (أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني بقصره في العقيق وحملت جنازته إلى البقيع ليدفن فيه