للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ــ

والآن نشرع في المقصود فنقول: وبالسندَينِ المذكورينِ وبغيرهما ممَّا هو مُدَوَّن عندي قال الإِمام الحافظ أبو الحُسَين مسلم بن الحَجَّاج القُشَيري النيسابوري رحمه الله تعالى:

(بسم الله الرحمن الرحيم) بَدَأَ المؤلِّفُ رحمه الله تعالى "جامعَه" بالبسملة ابتداءً حقيقيًّا، وهو الذي لم يُسْبَقْ بشيءٍ ما؛ اقتداءً بالقرآن العزيز في ابتدائه بها كسائر الكتب المنزلَة من السماء، كما يَشْهَدُ لذلك قولهُ صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم فاتحة كل كتاب" (١).

ولذلك جَرَى بعضُهم على أنها ليستْ من خصوصيات هذه الأمة، وعملًا بخبرِ؛ "كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم .. فهو أقطع" رواه الخطيب البغدادي، وعبد القادر الرهاوي (٢).

فالكلام على التشبيه البليغ؛ أَي: فهو كالأقطع الذي قُطع منه الأطراف.

والمعنى: مُنْقَطِعُ البركةِ وقليلُ النَّفْعِ؛ فإِنه وإنْ تَمَّ حِسًّا .. فلا يَتِمُّ في المعنى.

ولا يُعَارَضُ هذا الخبرُ المذكورُ بخبرِ: "كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبْدَأُ فيهِ بالحمدُ للهِ .. فهوَ أَقْطَع" (٣)؛ لأن الابتداء نوعان:


(١) أخرجه الخطيب البغدادي في كتاب "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ١٩٤)، عن أبي جعفر محمد بن علي، وهو مُعْضَل كما في "فيض القدير" للمناوي (٣/ ١٩١) نقلًا عن الحافظ السيوطي، وفيهما: "مفتاح" بدل: "فاتحة".
(٢) قال الحافظ السخاوي: (هذا حديث غريب أخرجه الخطيب في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١٢٣٢)، ومن طريقه أخرجه الرهاوي في خطبة "الأربعين" له، وقال الحافظ: في سنده ضعف، وسقط بعض رواته). انظر "الفتوحات الربانية" (٣/ ٢٩٠)، و "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (١/ ١٢)، و"شرح صحيح مسلم" للنووي (١/ ٤٣)، و"إِتحاف السادة المتقين" (٣/ ٤٦٦)، و "الفتاوى الحديثية" للسخاوي حديث رقم (٤٨).
(٣) رواه أبو داود في "سننه" (٥/ ١٧٢) في كتاب الأدب (٢١ - باب الهَدْي في الكلام) حديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>