قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ قَال لِي: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيكَ".
وَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَمِينُ اللهِ مَلآى لَا يَغِيضُهَا سَحَّاءُ اللَّيلُ وَالنَّهَارِ. أَرَأَيتُمْ مَا أَنْفَقَ مُذْ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ"
ــ
(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله) سبحانه وتعالى (قال لي: أنفق) يا محمد ما في يدك واصرفه في الخيرات إن أنفقته (أُنفق عليك) من خزائني ومنها قال أبو هريرة: (وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يمين الله) سبحانه وتعالى (ملآى) أي مملوءة بالأرزاق وقوله: (لا يغيضها) أي لا ينقصها شيء من الإنفاق جملة فعلية في محل الرفع خبر ثان وفاعلها مضمر يدل عليه السياق تقديره: لا ينقصها شيء وقد جاء هذا المضمر مظهرًا في رواية ابن نمير السابقة فقال: لا يغيضها شيء (سحاء) بالمد والرفع خبر ثالث وهو مضاف (الليل والنهار) مجروران بإضافته إليهما على التوسع كما قالوا: (يا سارق الليلة أهل الدار) أي كثيرة السح والصب في الليل والنهار اهـ من المفهم.
وروي برفعهما على الفاعلية وسحاء يكون معترضًا بين الفعل وفاعله ولكنه على حذف مضاف والتقدير: يمين الله ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار أي لا ينقصها إنفاق الليل والنهار وروي بنصبهما على الظرفية تنازع فيهما لا يغيضها وسحاء كما في المبارق أي لا يغيضها الإنفاق في الليل والنهار أو سحاء الليل والنهار أي كثيرة الصب والعطاء فيهما وتحصل مما ذكر أن في الليل والنهار ثلاثة أوجه من الإعراب والله أعلم.
ووقع عند الطبري في حديث عبد الرزاق:(لا يغيضها سح الليل والنهار) برفع سح على أنه فاعل يغيضها اهـ من المفهم.
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أرأيتم) أي أخبروني (ما أنفق الله) سبحانه وتعالى على عباده وما اسم موصول في محل الرفع مبتدأ أي أخبروني الرزق الذي أنفقه الله تعالى على عباده (مذ خلق السماء والأرض) أي بعد أن خلق السماء والأرض والخبر قوله: (فإنه) أي فإن ما أنفقه عليهم بعد خلقهما (لم يغض) أي لم ينقص (ما في يمينه) من الأرزاق أي لم ينقص منه شيئًا مع كثرة إنفاقه ليلًا ونهارًا.
وفي فتح الملهم: وقوله: (أرأيتم إلخ) تنبيه على وضوح ذلك لمن له بصيرة وفي بعض الهوامش: قوله: (أرأيتم ما أنفق) ما مصدرية أي أتعلمون إنفاق الله تعالى (مذ