وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم شاميون واثنان كوفيان.
حالة كون معاوية (يقول: إياكم) منصوب على التحذير بعامل محذوف وجوبًا (وأحاديث) معطوف على الضمير أي باعدوا أنفسكم عن رواية أحاديث عن رسول الله بغير تثبت لئلا تدخلوا في وعيد (من كذب علي متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار).
وفي بعض النسخ:(والأحاديث) ومراد معاوية النهي عن الإكثار من الأحاديث بغير تثبت فيها لما شاع في زمنه من التحدث عن أهل الكتاب وما وجد في كتبهم حين فتحت بلدانهم وأمرهم بالرجوع في الأحاديث إلى ما كان في زمن عمر بن الخطاب لضبطه الأمر وشدته فيه وخوف الناس من سطوته ومنعه الناس من المسارعة إلى الأحاديث وطلبه الشهادة على ذلك حتى استقرت الأحاديث واشتهرت السنن اهـ فتح الملهم.
(إلا حديثًا كان) مشهورًا (في عهد عمر) بن الخطاب رضي الله عنه (فإن عمر كان يخيف) من أخاف الرباعي أي يخوف (الناس) بدرته (في) حقوق (الله عزَّ وجلَّ) وأمور دينه لئلا يدخله التحريف والتبديل ثم قال معاوية: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: من يرد الله به خيرًا) كاملًا وهو الإيمان مع الفقه لأن التنوين يدل على الكمال (يفقهه) أي يصيره فقيهًا عالمًا (في) أحكام (الدين) المحمدي ويفهمه فيها وهو بسكون الهاء لام الكلمة لأنه جواب الشرط يقال فقُه بالضم إذا صار الفقه سجية له وفقَه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم وفقِه بالكسر إذا فهم.
قال العيني:(يفقهه) أي يجعله فقيهًا في الدين والفقه لغة الفهم وعرفًا العلم بالأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية بالاستدلال ولكن لا يناسب هنا إلا المعنى اللغوي ليتناول فهم كل علم من علوم الدين ونكر خيرًا على أن التنكير للتعظيم لأن المقام يقتضيه أي خيرًا عظيمًا وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم.
(و) قاله معاوية أيضًا: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما أنا خازن)