قال السندي: والأمر فيه للتهديد أو للتوبيخ نظير قوله تعالى: {وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: ٢٩] والمعنى سواء عليه استكثر منه أو استقل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٢/ ٢٣١) وابن ماجه (١٨٣٨).
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهم فقال:
(٢٢٨١)(١٠٠٧)(١٥٧)(حدثنا هناد بن السري) بن مصعب التميمي أبو السري الكوفي ثقة من (١٠)(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة من (٧)(عن بيان) بن بشر الأحمسي (أبي بشر) الكوفي المعلم ثقة من (٥)(عن قيس بن أبي حازم) عوف بن عبد الحارث بن عوف الأحمسي أبي عبد الله الكوفي ثقة مخضرم من (٢)(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا أبا هريرة.
(قال) أبو هريرة: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لأن يغدو) أي لأن يبكر ويذهب (أحدكم) صباحًا إلى المحتطب وهو في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء مقرون بلام الابتداء أو للقسم بدليل الرواية الآتية (فيحطب) بكسر الطاء من باب ضرب أي فيجمع الحطب ويحمله (على ظهره) فيدخل به السوق فيبيعه (فيتصدق به) أي ببعض ثمنه (ويستغني به) أي ببعض ثمنه الآخر في مؤنته ومؤنة عياله (عن) مسئلة (الناس).
وقوله:(خير له) خبر المبتدإ (من أن يسأل رجلًا) سواء (أعطاه) ذلك الرجل مسؤوله (أو منعه ذلك) المسؤول يعني يستوي الأمران في أنه خير له منه وقوله (ذلك) إشارة إلى ما يسأله وهو مفعول ثان للفعلين على سبيل التنازع ثم علل الخيرية بقوله: (فإن اليد العليا) أي المعطية (أفضل) أي خير (من البد السفلى) أي من الآخذة (وابدأ) في إنفاق ما حصلته (بمن تعول) أي بمن تمونهم وتنفقهم من نفسك وعيالك ثم تتصدق بما بقى منهم ففيه الحض على التعفف عن المسألة والتنزه عنها ولو امتهن المرأ نفسه في