من رؤساء قريش ومن العارفين بالنسب وأنصاب الحرم وتأخر إسلامه إلى الفتح وشهد حنينًا وأعطي من تلك الغنيمة مع المؤلفة ومات سنة (٥٤) أربع وخمسين وهو ابن (١١٥) مائة وخمس عشرة سنة ذكره ابن سعد كذا في الفتح.
(فقال) والدي (مخرمة: يا بني) تصغير ابن تصغير شفقة (انطلق) أي اذهب (بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت) أي ذهبت (معه) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) لي والدي مخرمة يا بني: (ادخل) منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم (فادعه) أي فادع رسول الله صلى الله عليه وسلم الي) واطلب منه الخروج إلي (قال) المسور: (فدعوته) أي فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم (له) أي لمخرمة (فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إليه) أي إلى مخرمة (وعليه) أي والحال أن على عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم (قباء) بوزن سماء (منها) أي من بقية تلك الأقبية المقسومة.
قال الحافظ: ظاهره استعمال الحرير قيل: ويجوز أن يكون قبل النهي ويحتمل أن يكون المراد أنه نشره على أكتافه ليراه مخرمة كله ولم يقصد لبسه.
(قلت) ولا يتعين كونه على أكتافه بل يكفي أن يكون منشورا على يديه فيكون قوله (عليه) من إطلاق الكل على البعض وقد وقع في رواية حاتم (فخرج ومعه قباء وهو يريه محاسنه) وفي رواية حماد (فتلقاه به واستقبله بأزراره).
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمخرمة (خبأت) أي أخفيت وأبقيت (هذا) القباء وحفظته (لك) يا مخرمة من الناس لأعطيه إياك قال النواوي: هو من باب التأليف (قال) المسور (فنظر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إليه) أي إلى مخرمة وهو لابس للقباء (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم له هل (رضي مخرمة) ما أعطيت له من القباء ففيه التفات قال الداودي: هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الاستفهام أي هل رضيت وقال ابن التين: يحتمل أن يكون من قول مخرمة قلت وهو المتبادر إلى الذهن كذا في الفتح والله أعلم والمعنى عليه فنظر مخرمة إلى القباء فقال مخرمة: رضي مخرمة القباء.