رواية هذا الحديث عن الزهري (قال) ابن عمر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لليلة القدر) أي في شأن ليلة القدر (إن ناسًا منكم) أيها الأصحاب (قد أُروا) بضم الهمزة كما مر أي قد أُخبروا في منامهم (أنها في السبع الأول) بضم الهمز جمع الأول، والجمع باعتبار الليالي أي قد أروا أنها في السبع الأولى من العشرة الأخيرة من رمضان أي في الحادية والعشرين إلى السابعة والعشرين (وأُري ناس) آخرون (منكم أنها في السبع الغوابر) أي في السبع الأخيرة من العشرة الأخيرة من رمضان يعني من الرابع والعشرين إلى الثلاثين؛ أي في السبع البواقي من العشرة الأخيرة، جمع غابر وهو بمعنى الباقي هنا، والمراد بالسبع الغوابر السبع التي تلي آخر الشهر أو التي تلي العشرين بعده يعني من الحادي والعشرين إلى السابع والعشرين، قال الطيبي: وهذا أمثل اهـ مبارق (فالتمسوها في العشر الغوابر) يعني البواقي وهي الأواخر، وفي صحيح البخاري من طريق عقيل عن ابن شهاب أن أناسًا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناسًا أروها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"التمسوها في السبع الأواخر" قال الحافظ: فلما رأى قوم أنها في العشر، وقوم أنها في السبع كانوا كأنهم توافقوا على السبع فأمرهم بالتماسها في السبع لتوافق الطائفتين عليها ولأنه أيسر عليهم اهـ.
[قلت] ولما كان وقوعها في إحدى الليالي العشر أو في السبع الأول مطلقًا لا يستلزم وقوعها في السبع الأواخر، حرضهم على التماسها في العشر الغوابر في حديث الباب فإنها لا تخلو عنها لا محالة على رؤية أحد ممن رآها ثم قال في رواية عقبة بن حريث:"فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن علي السبع البواقي" فهذه درجة متنَزلة من الالتماس في العشر والله أعلم اهـ فتح الملهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا فقال:
٢٦٤٧ - (٠٠)(٠٠) (وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا