للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنهَا فِي رَمَضَانَ. وَأَنهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. وَأَنهَا لَيلَةُ سَبْع وَعِشْرِينَ. ثُم حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي. أَنَّهَا لَيلَةُ سَبْع وَعِشْرِينَ. فَقُلْتُ: بِأيِّ شَيءٍ تَقُول ذلِكَ؟ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! قَال: بِالْعَلامَةِ، أَوْ بِالآيَةِ التِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ، لَا شُعَاعَ لَهَا

ــ

لا يعتمدوا على قول أحد من الناس، وإن كان هو الصحيح الغالب على الظن الذي مبنى الفتوى عليه فلا يقومون إلا تلك الليلة ويتركون قيام سائر الليالي فتفوت حكمة الإبهام الذي نُسي بسببها عليه الصلاة والسلام (أما) حرف تنبيه أي انتبه واستمع ما أقول لك يا زر بن حبيش (إنه) أي إن ابن مسعود (قد علم) حقا، لعله بطريق الظن ويؤيده ما سيأتي في آخر الحديث (أنها) أي أن ليلة القدر (في رمضان وأنها في العشر الأواخر) منه (وأنها ليلة سبع وعشرين) منها (ثم حلف) أبي بن كعب بناء على غلبة الظن حالة كونه (لا يستثني) ولا يعلق في حلفه على مشيئة الله تعالى أي حلف جازمًا في حلفه بلا استثناء ولا تعليق فيه بأن يقول عقب يمينه إن شاء الله تعالى كان يقول الحالف لأفعلن كذا إلا أن يشإ الله أو إن شاء الله فإنه لا ينعقد اليمين وإنه لا يظهر جزم الحالف، وقال الطيبي: هو قول الرجل إن شاء الله يقال حلف فلان يمينًا ليس فيها ثني ولا ثنو ولا تثنية ولا استثناء كلها واحد، وأصلها من الثني وهو الكف والرد، وذلك أن الحالف إذا قال: والله لأفعلن كذلك إلا أن يشاء الله غيره، فقد رد انعقاد ذلك اليمين اهـ؛ أي ثم حلف أُبي جازمًا في حلفه غير مقيد بالمشيئة على (أنها ليلة سبع وعشرين) قال زر بن حبيش (فقلت) لأبي (بأي شيء) وبأي حجة (تقول ذلك) أي إنها ليلة سبع وعشرين (يا أبا المنذر) كنية أبي بن كعب (قال) أبي أقول: ذلك الذي قلته من أنها ليلة سبع وعشرين (بالعلامة) أي بالأمارة (أو) قال أُبي: أقول ذلك (بالآية) وهذا شك من زر بن حبيش في تعيين عبارة أبي فيما أراده من مدلول الأمارة (التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) من (أنها تطلع) الشمس، هكذا في جميع النسخ من غير ذكر الشمس للعلم بها من السياق لاحقِه، مثل قوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ونظائره (يومئذ) أي يوم إذ تكون تلك الليلة ليلة قدر، حالة كونها (لا شعاع لها) والشعاع هو ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها اهـ نووي لغلبة نور تلك الليلة ضوء الشمس مع بعد المسافة الزمانية مبالغة

<<  <  ج: ص:  >  >>