للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما. قَال: أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ. فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ وَنَجْعَلَهَا عُمْرَةٌ. فَكَبُرَ ذلِكَ عَلَينَا. وَضَاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا. فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَمَا نَدْرِي أَشَيءٌ بَلَغَهُ مِنَ السَّمَاءِ، أَمْ شَيءٌ مِنْ قِبَلِ النَّاسِ. فَقَال: "أَيُّهَا النَّاسُ! أَحِلُّوا. فَلَوْلا الْهَدْيُ الَّذِي مَعِي، فَعَلْتُ كلمَا فَعَلْتُمْ" قَال: فَأَحْلَلْنَا حَتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ. وَفَعَلْنَا مَا يَفْعَلُ الْحَلالُ. حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْويةِ، وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ

ــ

محمد الكوفي، صدوق، من (٥) روى عنه في (٧) أبواب (عن عطاء) بن أبي رباح القرشي مولاهم المكي، ثقة، من (٣) (عن جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني (رضي الله عنهما) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عبد الملك لابن جريج (قال) جابر (أهللنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج فلما قدمنا مكة أمرنا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن نحل) من حجتنا (ونجعلها عمرة) فيه حذف ما علم من الروايات المتقدمة أي فلما قدمنا مكة وفعلنا بها ما يفعله الحاج الآفاقي أمرنا بفسخ ما فعلنا من مناسك الحج إلى العمرة اهـ من بعض الهوامش (فكبر) أي ثقل وشق (ذلك) الفسخ (علينا) أي على قلوبنا وهو صلى الله عليه وسلم على إحرامه (وضاقت) أي حرجت (به) أي بذلك الفسخ (صدورنا) أي قلوبنا (فبلغ ذلك) أي وصل ضيق صدورنا به (النبي صلى الله عليه وسلم) بالنصب على المفعولية (فما ندري) ولا نعلم (أ) ذلك الضيق (شيء بلغه) صلى الله عليه وسلم بالوحي (من السماء أم شيء) بلغه (من قبل) إخبار (الناس) منا له (فقال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيها الناس أحلوا) من إحرامكم بالحلق أو التقصير -بفتح الهمزة وكسر الحاء- أمر من الإحلال الرباعي، وهو للوجوب (فلولا الهدي) أي فلولا سوق الهدي (الذي معي) موجود واقع مني (فعلت كما فعلتم) أي أحللت إحلالًا كإحلالكم لأنه الواجب على من لم يسق الهدي (قال) جابر (فأحللنا) كل الحل (حتى وطئنا النساء وفعلنا ما يفعل الحلال) من محظورات الإحرام وصرنا على تلك الحال (حتى إذا كان) ودخل (يوم التروية) وهو اليوم الثامن من ذي الحجة (وجعلنا مكة بظهر) أي بوراء منا وخلف ظهرنا (أهللنا بالحج) معناه عند إرادة الذهاب من منزلنا إلى منى والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>