(فلما أجاز) أي جاوز ومر (رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر الحرام) أي مر على المشعر الحرام الَّذي كان بالمزدلفة ووصل إليه (لم تشك قريش أنَّه) صلى الله عليه وسلم (سيقتصر) ويكتفي بالوقوف (عليه) أي على المشعر الحرام كعادة قريش لكونه منهم (ويكون منزله) صلى الله عليه وسلم أي نزوله (ثم) أي في المشعر الحرام ولا يجاوزه إلى عرفات (فـ) ـلما وصل صلى الله عليه وسلم المشعر الحرام (أجاز) أي مر عليه (ولم يعرض له) بفتح الياء وكسر الراء؛ أي لم يلتفت إليه للنزول والوقوف عليه ومضى (حتَّى أتى عرفات) أي جاءها (فنزل) فيه مخالفًا لعادة قريش أي جاوز المشعر الحرام ودخل أرض عرفات حتَّى وصل الصخرات فوقف هناك، ومعنى الحديث أن قريشًا كانت قبل الإسلام تقف بالمزدلفة وهي من الحرم ولا يقفون بعرفات، وكان سائر العرب يقفون بعرفات وكانت قريش تقول: نحن أهل الحرم فلا نخرج منه، فلما حج النبي صلى الله عليه وسلم ووصل المزدلفة اعتقدوا أنَّه يقف بالمزدلفة على عادة قريش فجاوز إلى عرفات لقول الله عزَّ وجلَّ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس أي جمهور الناس فإن من سوى قريش كانوا يقفون بعرفات ويفيضون منها (قوله حتَّى أتى عرفات) قال النووي: فيه مجاز بالحذف تقديره فأجازه متوجهًا على عرفات حتَّى قاربها فضربت له القبة بنمرة قريب من عرفات فنزل هناك حتَّى زالت الشمس، ثم خطب وصلى الظهر والعصر، ثم دخل أرض عرفات حتَّى وصل الصحراء فوقف هناك، وقد سبق هذا واضحًا في الرواية الأولى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
٢٨٣٢ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا عمر بن حفص بن غياث حَدَّثَنَا أبي) حفص بن غياث (عن جعفر) الصادق (حدثني أبي) محمد الباقر (عن جابر) بن عبد الله الأنصاري المدني رضي الله عنه.