(سبيلي) نائب فاعل؛ أي إن كان طريقي إلى مكة خاليًا من الموانع (قضيت) أي أديت (عمرتي) التي أحرمتها (وإن حبل) أي حجز (ببني وبينه) أي وبين سبيلي أي إن حجزني مانع من سلوكي في طريق مكة (فعلت) في عمرتي كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم) في عمرته (وأنا معه) حين صده المشركون من الوصول إلى مكة عام الحديبية (ثم تلا) أي قرأ ابن عمر قوله تعالى ({لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ}) صلى الله عليه وسلم {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١] أي قدوة حسنة (ثم) بعد تلاوته (سار) أي ذهب من ذي الحليفة (حتى إذا كان بظهر البيداء) أي وسط البيداء (قال ما أمرهما) أي ما شأن الحج والعمرة في حكم الإحصار (إلا واحد) أي متحد (إن حبل) أي إن حصلت الحيلولة (بيني وبين العمرة) فقد (حيل بيني وبين الحج أشهدكم) أيها الأولاد، خطاب لسالم وعبيد الله ومن معهما على (أني قد أوجبت) وأحرمت (حجةً مع عمرة) فأدخل الحج على العمرة فصار قارنًا (فانطلق) أي ذهب من البيداء (حتى) إذا وصل قديدًا (ابتاع) أي اشترى (بقديد هديًا) أتى دمًا لقرانه وساق معه إلى مكة، وقديد -بضم القاف وفتح الدال مصغرًا- اسم موضع بين مكة والمدينة، وهو في الأصل اسم ماء هناك اهـ وقوله (ما أمرهما إلا واحد) أي في حكم الصد يعني أنه من صد عن البيت بعدو فله أن يحل من إحرامه سواء كان محرمًا بحج أو عمرة وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم إنما صد عن عمرة لكن لما كان الإحرام بالحج مساويًا للإحرام بالعمرة في الحكم حمله عليه وقوله (أشهدكم أني قد أوجبت حجة) يعني أنه أردف الحج على عمرته المتقدمة فصار قارنًا، وفيه حجة على جواز الإرداف وهو مذهب الجمهور، وقوله (ابتاع بقديد هديًا) أي اشتراه هناك وقلده وأشعره يعني الهدي الذي وجب عليه لأجل قرانه اهـ من المفهم (ثم) بعد وصوله إلى مكة (طاف لهما) أي للحج والعمرة (طوافًا واحدًا) يعني طواف القدوم لاندراج العمرة تحت الحج (بالبيت و) سعى (بين الصفا والمروة) سعيًا واحدًا ولم