وحركوها بالفتح لمناسبة الألف لأن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا، أم مضاف وياء المتكلم المنقلبة ألفًا للتخفيف في محل الجر مضاف إليه مبني على السكون لشبهها بالحرف شبهًا وضعيًا، والهاء حرف زائد للسكت مبني على السكون المقدر وحركت هنا بالضم في رواية مسلم تشبيهًا لها بهاء الضمير اهـ من كتابنا هدية أولي الإنصاف في إعراب المنادى المضاف (ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت) عائشة (وما يقول) أي وأي شيء يقول أبو عبد الرحمن، قال عروة (قلت) لها (يقول) أبو عبد الرحمن (اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب فقالت) عائشة (يغفر الله) سبحانه (لأبي عبد الرحمن) هفوته وزلَله، ذكرته بكنيته تعظيمًا له ودعت له إشارة إلى أنه نسي (لعمري) أي حياتي مذكور لي، قال النووي: هذا دليل على جواز قول الإنسان لعمري، وكرهه مالك لأنه من تعظيم غير الله تعالى ومضاهاته بالحلف بغيره تعالى اهـ، وتقدم الكلام عليه في أوائل كتاب الإيمان عند قوله صلى الله عليه وسلم:"أفلح وأبيه إن صدق" وذكره لتأكيد الكلام (ما اعتمر في رجب وما اعتمر) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ما فعل (من عمرة إلا وإنه) أي وإن ابن عمر (لمعه) أي لكائن معه صلى الله عليه وسلم أي ما اعتمر في حال من الأحوال إلا والحال أن ابن عمر معه أي إلا وإن ابن عمر حاضر معه وهو شاهده قالت ذلك مبالغةً في نسبته إلى النسيان اهـ، وهذا تعجب منها من عدم تذكره ذلك مع حضوره في كل عمراته صلى الله عليه وسلم (قال) عروة (وابن عمر يسمع) قول عائشة (فما قال) ابن عمر لعائشة في جوابها (لا) منكرًا لها (ولا نعم) أي مقرًا بما قالت بل (سكت) عن إنكار ما قالت والإقرار به وهذا تصريح بما علم مما قبله، وسكوته يدل على أنه اشتبه عليه أو نسي أو شك، وبهذا أجيب عما استشكل من تقديم قول عائشة النافي على قول ابن عمر المثبت وهو خلاف القاعدة المقررة، قال الحافظ رحمه الله تعالى: وفي هذا الحديث أن الصحابي الجليل المكثر الشديد الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم قد يخفى عليه بعض أحواله وقد يدخله الوهم والنسيان لكونه غير