البيت) أي الكعبة كان بين ذلك البناء وبين المبعث النبوي خمس سنين، وقال مجاهد: كان ذلك قبل المبعث بخمس عشرة سنة والأول أشهر وبه جزم ابن إسحاق، قال النووي: قال العلماء: بُني البيت خمس مرات بنته الملائكة أولًا ثم إبراهيم - عليه السلام - ثم قريش في الجاهلية وحضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا البناء وله خمس وثلاثون سنة وقيل خمس وعشرون وفيه سقط على الأرض حين وقع إزاره ثم بناه ابن الزبير ثم الحجاج بن يوسف واستمر إلى الآن على بناء الحجاج اهـ (استقصرت) أي اقتصرت على هذا القدر من إتمام بناء إبراهيم لقصور النفقة بهم عن تمام بنائه كما يفهم من الروايات الآتية لأن بعضها تفسر بعضًا (ولجعلت) أنا بضم التاء للمتكلم معطوف على جعلتها لا بصيغة التأنيث الغائب عطفًا على استقصرت كما توهمه القابسي (لها خلفًا) بفتح المعجمة وسكون اللام بعدها فاء أي بابا خلفًا أي ولجعلت لها بابا آخرًا خلفها يقابل الباب المقدم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ١٧٦]، والبخاري [٥٨٤]، والترمذي [٨٧٥]، والنسائي [٥/ ٢١٥]، وابن ماجه [٢٩٥٥].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٣١٢٢ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا) عبد الله (ابن نمير عن هشام بهدا الإسناد) يعني عن عروة عن عائشة، غرضه بيان متابعة عبد الله بن نمير لأبي معاوية.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديثها رضي الله تعالى عنها فقال:
٣١٢٣ - (٠٠)(٠٠) (حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن