منها أخرجته قريش منها حين بنتها لقلة النفقة عليهم، قوله (ستة أذرع) كذا في جميع النسخ بتأنيث اسم العدد وكذا في صحيح البخاري، والقياس أن يقال ست أذرع بتذكير اسم العدد لأن ذراع المساحة مؤنث في أكثر اللغات ولكن نظر هنا إلى لفظه كما علله بقوله (فإن قريشًا اقتصرتها) أي اقتصرت في بناء الكعبة على القدر الذي يطيقون نفقته (حيث بنت الكعبة) وتركوا بعض ما هو من الكعبة في خارجها من جهة الحجر، ومعنى (حيث بنت الكعبة) أي حين بنتها ذكر ابن هشام في المغني أن كلمة حيث قد ترد للزمان كما هنا.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة خامسًا رضي الله تعالى عنها فقال:
٣١٢٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا هناد بن السري) بن مصعب التميمي الكوفي، ثقة، من (١٠)(حدثنا) يحيى بن زكريا (بن أبي زائدة) خالد بن ميمون الهمداني الكوفي، ثقة، من (٩)(أخبرني) عبد الملك (بن أبي سليمان) ميسرة الفزاري العرزمي أبو محمد بن ميسرة الكوفي، صدوق، من (٥)(عن عطاء) بن أبي رباح المكي عن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عطاء لسعيد بن ميناء في رواية هذا الحديث عن عبد الله بن الزبير (قال) عطاء (لما احترق البيت) المعظم (زمن يزيد بن معاوية) بن أبي سفيان الأموي الشامي، أحد أمراء بني أمية (حين غزاها) أي غزا البيت (أهل الشام) قال الأبي رحمه الله تعالى: لا بد من تقديم ما يتضح به معنى الحديث، قال البياسي وغيره من المؤرخين: إن معاوية كان عهد لابنه يزيد بالخلافة وأخذ الناس بذلك وتأخر عن الدخول فيه الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فلما توفي معاوية وبويع ليزيد لم يكن عليه أهم من مبايعة الثلاثة فكتب إلى عامله بالمدينة؛ أما بعد: فخذ حسينًا وابن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذًا شديدًا ليس فيه رخصة والسلام، فأرسل إلى الحسين وابن الزبير فوعداه أن يأتياه من الغد ثم