(ولجعلت له) فالضمير للبيت باعتبار التذكير، وللكعبة باعتبار التأنيث، فالحديث الذي سمعه ابن الزُّبير من خالته السيدة الصديقة هو الذي حمله على هدم الكعبة وبنائها كما في صحيح البُخَارِيّ، ففي حديثها تقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة، وأشار ابن الزُّبير إلى أن المفسدة إذا أمن وقوعها عاد استحباب المصلحة حيث (قال) أي ابن الزُّبير (فـ) أما (أنا اليوم) فـ (أجد ما أنفق) علي بنائه (ولست أخاف النَّاس) أي عتابهم كما خاف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (قال) عطاء (فزاد) ابن الزُّبير (فيه) أي في البيت (خمس أذرع من الحجر) أي فأراد ابن الزُّبير أن يدخل في البيت قدر خمس أذرع من الحجر فحفر من أرض الحجر ذلك المقدار (حتَّى أبدى) وأظهر (أُسًا) أي أساس البيت الذي أسس عليه إبراهيم - عليه السلام - حتَّى (نظر النَّاس إليه) أي حتَّى أرى النَّاس أساسه ونظروا إليه (فبنى عليه البناء) أي فوضع بناء البيت عليه أي على ذلك الأساس الذي أظهره (وكان طول الكعبة) قبل ابن الزُّبير أي ارتفاعها في السماء (ثماني عشرة ذراعًا فلما زاد) ابن الزُّبير (فيه) أي في البيت من جهة الحجر (استقصره) أي استقصر ابن الزُّبير المقدار المذكور الذي كان للبيت قبله وهو ثماني عشرة ذراعًا أي عده قصيرًا (فزاد في طوله) على ما ذكر (عشر أذرع) فكانت جملة طوله ثمانية وعشرين ذراعًا، وقوله (ثماني عشرة ذراعًا) وروي من وجه آخر أنَّه كان طوله أولًا عشرين ذراعًا فلعل راويه جبر الكسر، وجزم الأزرقي بأن الزيادة تسعة أذرع فلعل عطاء جبر الكسر أَيضًا، قال السهيلي: كان طول البيت من عهد إسماعيل - عليه السلام - تسعة أذرع لم يكن له سقف فلما بنته قريش قبل الإِسلام بخمس سنين زادوا في طوله تسعة أذرع فلما بناه ابن الزُّبير زاد في طوله تسعة أذرع أَيضًا، فكانت سبعة وعشرين ذراعًا، وعلى ذلك هو الآن اهـ فتح الملهم (وجعل) ابن الزُّبير (له) أي للبيت (بابين أحدهما يدخل منه) بالبناء للمجهول، وكذا قوله (والآخر يخرج منه فلما قُتل ابن الزُّبير) أي فلما قتله الحجاج (كتب إلى عبد الملك بن مروان) بن