للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَال: "فَعَلَ ذلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاؤُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاؤُوا. وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ في الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ أَن أُدْخِلَ الْجَدْرَ في الْبَيتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بالأَرْضِ".

(٣١٣١) - (٠٠) (٠٠) وحدّثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. قَال: حَدَّثَنَا

ــ

التي أخرجوها لبناء البيت لأنهم قالوا: لا تدخلوا فيه من كسبكم إلَّا طيبًا، لا مهر بغي، ولا بيع ربا, ولا مظلمة أحد من النَّاس. فقصرت النفقة من ذلك اهـ من بعض الهوامش بزيادة (قالت) عائشة (قلت) له صلى الله عليه وسلم أَيضًا (فما شأن بابه) أي باب البيت حاله كونه (مرتفعًا) عن الأرض لا لاصقًا بها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فعل ذلك) الارتفاع (قومك) قريش (ليدخلوا) البيت (من شاؤوا) إدخاله (ويمنعوا من شاؤوا) من دخوله (ولولا أن قومك حديث) بالتنوين، وهو صفة مشبهة تعمل عمل الفعل اللازم، وقوله (عهدهم) بالرفع فاعل، وقوله (في الجاهلية) هكذا هو في جميع النسخ، وفي بمعنى الباء أي لولا حداثة عهد قومك بالجاهلية أي قرب زمنهم بالجاهلية موجود (فأخاف أن تنكر قلوبهم) عليّ، قال الحافظ رحمه الله تعالى: رواية شيبان عن أشعث تنفر بالفاء بدل الكاف، ونقل ابن بطال عن بعض علمائهم أن النفرة التي خشيها صلى الله عليه وسلم أن ينسبوه إلى الانفراد بالفخر دونهم (لنظرت) ورأيت (أن أدخل الجدر في البيت) -بفتح الجيم وسكون الدال- كما مر وهو بقايا حائط البيت الذي لم يتم عليه البناء وهو المسمى بالشاذروان كما مر (وأن أُلزق بابه بالأرض) أي ألصق بالأرض، وقوله (لنظرت) جواب لولا، وقوله (أن أدخل الجدر) تنازع فيه أخاف ونظرت، وفي صحيح البُخَارِيّ بحذف جواب لولا وهو قوله لنظرت، فيكون أن أدخل مفعولًا به لتنكر بلا تنازع، قال الزرقاني: وروي تنفر بدل تنكر، وفيه ترك ما هو صواب خوف وقوع مفسدة أشد واستئلاف النَّاس إلى الإيمان واجتناب ولي الأمر ما يتسارع النَّاس إلى إنكاره، وفيه تقديم الأهم فالأهم من دفع المفسدة وجلب المصلحة وأنهما إذا تعارضا بُدئ بدفع المفسدة، وفيه سد الذرائع اهـ من بعض الهوامش. وهذا الحديث انفرد به الإِمام مسلم رحمه الله تعالى.

ثم ذكر رحمه الله تعالى فيه المتابعة فقال:

٣١٣١ - (٠٠) (٠٠) (وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة قال) أبو بكر (حَدَّثَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>