ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٣٢١٤ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (ومحمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (١١)(وعبد بن حميد) بن نصر الكسي، ثقة، من (١١)(قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني، ثقة، من (٩)(حدثنا معمر) بن راشد الأزدي البصري، ثقة، من (٧)(عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة معمر لمالك في الرواية عن الزهري (قال) أبو هريرة: (حرّم) بتشديد الراء أي جعل (رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتي المدينة) حرمًا لا يصطاد صيده ولا يعضد شجره، ثم (قال أبو هريرة: فلو وجدت الظباء) ورأيتها ترعى (ما بين لابتيها) أي فيما بين طرفيها (ما ذعرتها) أي ما أزعجتها ولا نفرتها كناية عن عدم اصطياده لها (وجعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (اثني عشر ميلًا) مما (حول المدينة حمى) أي كلأ ممنوعًا لرعي نعم الزكاة والميل بكسر الميم يجمع على أميال وأميل وميول؛ عود يجعل به الكحل في العين، ومسافة من الأرض قدرها أربعة آلاف ذراع، والميل الهاشمي ألف باع اهـ من المنجد، وروى أبو داود من حديث عدي بن زيد قال: حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريدًا بريدًا لا يخبط شجره ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل، والبريد مسافة نصف يوم وهو أربعة فراسخ اهـ وقوله: حمى ثاني مفعولي جعل منصوب منون بفتحة مقدرة لأنه اسم مقصور نظير فتى، والحمى محظور لا يقرب ولا يجترأ عليه حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبل الصدقة ونعم الجزية والمقصود منع الكلإِ من العامة كما في شرح السنة اهـ من بعض الهوامش. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [١٨٧٣]، والترمذي [٣٩١٧].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن زيد ثاني عشرها بحديث