للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ. قَال: وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالأقِطَ وَالسَّمْنَ. فُحِصَتِ الأَرْضُ أفَاحِيصَ. وَجِيءَ بِالأَنْطَاعِ. فَوُضِعَتْ فِيهَا. وَجِيءَ بِالأَقِطِ وَالسَّمْنِ فَشَبعَ النَّاسُ. قَال: وَقَال النَّاسُ: لَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلدٍ

ــ

زمن يسع انقضاء العدة ولا نقلوا أنها كانت حاملًا حتَّى تضع ولا غير ذات حمل حتَّى تحيض حيضة قاله في سبايا أوطاس أخرجه أبو داود وغيره وليس على شرط الصحيح فإطلاق العدة عليه في حديث الباب مجاز عن الاستبراء والله أعلم اهـ فتح الملهم.

(وهي) أي تلك الجارية (صفية بنت حيي قال) أنس: (وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها) أي وليمة صفية (التمر والأقط والسمن) أي الحيس المخلوط من هذه الثلاثة ثم بيّن كيفية خلطها فقال: (فُحِصَت الأرض) أي حفرت الأرض (أفاحيص) أي حفرًا بعدد الأنطاع، وقوله: فحصت هو بضم الفاء وكسر الحاء المهملة المخففة على صيغة المبني للمجهول أي كشف التراب وأُزيل من أعلاها وحفرت شيئًا يسيرًا ليُجعل الأنطاع في المحفور ويصب فيها السمن فيثبت ولا يخرج من جوانبها، وأصل الفحص الكشف وفُحص عن الأمر وفحص الطائر لبيضه، والأفاحيص جمع أفحوص اهـ نووي، وقال القرطبي: وفحصت الأرض أي كشفت عما يمنع القعود عليها من حجارة وعثب وغير ذلك وسويت حتَّى خلص إلى التراب ومنه مفحص القطاة وهو الموضع الَّذي تتخذه لتلد فيه (وجيء بالأنطاع فوضعت فيها) أي في تلك الأفاحيص، وتقدم أن الأنطاع جمع نطع، والأفحوص على وزن أسلوب؛ الموضع الحاصل من الفحص كالمفحص، وأصله من فحص القطاة وهو حفرها في الأرض موضعًا تبيض فيه، واسم ذلك الموضع مفحص وأفحوص، وذكر المجد أن نقرة الذقن تسمى فحصة، والقطاة واحد القطا طائر يؤكل مثل الحمام، ومن أمثالهم لو ترك القطا ليلًا لنام (وجيء بالأقط والسمن) وخُلطا بالتمر في الأنطاع فأكلوا (فشبع الناس) من الحيس (قال) أنس: (وقال الناس) الدِّين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم لبعض: والله (لا ندري) ولا نعلم (أتزوّجها) أي هل اتخذها زوجة (أم اتخذها أم ولد) أي أمة تلد له، قال الأبي: وهذا يدل على أن الوليمة ليست عندهم خاصة بالنِّكَاح بل تفعل في التسري، ولو كانت خاصة بالنِّكَاح لاكتفوا في معرفة أنها زوجة بفعل الوليمة عليها، قال عياض: واحتج به

<<  <  ج: ص:  >  >>