المبعوث إليه، وقول الإنسان نحو قول أم سليم هذا لك منا قليل، وفيه استحباب بعث السلام إلى الصاحب وإن كان أفضل من الباعث لكن هذا يحسن إذا كان بعيدًا من موضعه أو له عذر في عدم الحضور بنفسه للسلام اهـ (قال) أنس: (فذهبت بها) أي بتلك الهدية يعني الحيس (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت) له: (أن أمي تقرئك السلام وتقول إن هذا) الحيس (لك منا قليل يا رسول الله فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضعه) أي حُطه على الأرض أمر من وضع يضع وضعًا إذا جعله على الأرض مثلًا (ثم قال) لي: (اذهب فادع إلي فلانًا وفلانًا وفلانًا) كناية عما سماه له باسمه (و) ادع لي أيضًا (من لقيت) ورأيت من المسلمين وهذا كناية عمن لم يسمه، وقوله:(وسمى رجالًا) أي ذكر أسماء رجال راجع إلى قوله ادع لي فلانًا وفلانًا (قال) أنس: (فدعوت) له صلى الله عليه وسلم (من سمى) أي من ذكر أسماءهم (ومن لقيت) ممن لم يذكر أسماءهم، قال القاضي عياض: فيه الاستنابة في الدعوة إلى الوليمة وتخصيص الدعوة ببعض لقوله فلانًا وفلانًا، وجواز التعريض للرسول لقوله ومن لقيت لكن لا يلزم المدعو الإجابة، وفي حديث قتيبة أو من لقيت. والصواب الأول كما في سائر الأحاديث، وفيه استحباب إهداء الطعام إلى العروس لشغلهم بالعرس كما استحب في الجنائز اهـ (قال) الجعد بن دينار: (قلت لأنس عددَ كم) بالنصب على أنَّه خبر لكان وجوبًا، وكم استفهامية قُدِّم عليها تمييزها فجعل خبر كان، وأصل التركيب كم عدد (كانوا) أي من جهة العدد (قال) لنا أنس: كانوا (زهاء) بضم الزاي وبالمد بمعنى مقدار أي كان الآكلون من تلك الوليمة مقدار (ثلاثمائة) رجل، ويقال: زهاء ولُهاء ونُهاء بضم أولها وبفتح الهاء وبالمد بمعنى واحد؛ أي بمعنى مقدار اهـ مازري. يقال: هم زهاء مائة وزهاء ألف أي مقدار مائة أو مقدار ألف، قال النووي: كانت في وليمة زينب وليمتان وليمة إطعام الخبز واللحم، والثانية: إطعام الحيس الَّذي أهدته أم سليم، وفيها ظهرت