(فـ) ـأسألك (بالذي أرسلك آلله أمرك بهذا) أي بأداء زكاة أموالنا (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (نعم) أمرني الله سبحانه وتعالى بأداء زكاة الأموال إلى مصارفها (قال) الرجل (وزعم رسولك) يا محمد (أن علينا) معاشر المكلفين (صوم شهر رمضان) الذي أنزل فيه القرآن (في سنتنا) وأعوامنا كلها (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (صدق) رسولي فيما أخبركم من صيام شهر رمضان في كل سنة (قال) الرجل (فـ) ـأسألك (بالذي أرسلك) إلينا (آلله أمرك بهذا) أي بصوم شهر رمضان في السنة (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (نعم) أمرني الله سبحانه بصوم شهر رمضان (قال) الرجل (وزعم) أي قال (رسولك) يا محمد (أن علينا) معاشر المكلفين (حج البيت) أي قصد الكعبة بالنسك المعلوم شرعًا ومن في قوله (من استطاع) وقدر (إليه سبيلًا) أي ذهابًا إلى البيت والكعبة بأن وجد زادًا وراحلة بدل من الضمير المجرور في علينا بدل بعض من كل (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (صدق) رسولي في جميع ما أخبركم من ذلك.
قال القاضي عياض: وفيه جواز التحليف في الأمور المهمة والأخبار الهائلة، وجواز الحلف عليها قال تعالى:{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} الآية.
(قال) أنس بن مالك راوي الحديث (ثم) بعد الأسئلة المذكورة وأجوبتها (ولى) الرجل أي ذهب الرجل موليًا مدبرًا ظهره إلينا فـ (ـقال) في إدباره وذهابه (والذي بعثك) أي أقسمت بالإله الذي بعثك وأرسلك (بـ) ـالدين (الحق) والصراط المستقيم (لا أزيد عليهن) أي على هذه الفرائض التي أخبرنا بها رسولك وقررته عليها (ولا أنقص منهن) أي من هذه الفرائض المذكورة شيئًا (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) لمن عنده والله (لئن صدق) هذا الرجل فيما يقول من عدم النقصان فيها (ليدخلن الجنة) يوم القيامة بفضله وكرمه تعالى لا بعمله.