في السير، والباء للتعدية أي أخرني من الإياب إلى المدينة (فأتى على) أي وقف على (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي): هل أنت هنا (يا جابر! تلت: نعم، قال: ما شأنك) أي ما حالك وشأنك مستأخرًا عن المدينة (قلت) له: (أبطأ) أي تأخر (بي جملي وأعيا) أي عجز عن السير (فتخلفت) عن الناس (فنزل) رسول - صلى الله عليه وسلم - من ناقته (فحجنه) أي نخسه وجره (بمحجنه) والمحجن عصا معوَج الرأس يلتقط بها الراكب الشيء من الأرض ويلوي بها عنق الشاة وتحبس إذا نَدَّتْ اهـ من الأبي (ثم قال) لي: (اركب فركبتـ) ـه (فلقد رأيتني) أي فوالله لقد رأيت نفسي (أكفه) أي أمنعه أي أمنع جملي (عن) ناقة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) حتى لا يتقدم عليها بالسبق في السير، وفي شروط البخاري (فسار سيرًا ليس يسير مثله) وهذا أثر بركته صلى الله عليه وسلم ففي باب بيع البعير واستثناء ركوبه من بيوع مسلم (كيف ترى بعيرك؟ قال: قلت: بخير قد أصابته بركتك) يعني أنه أسرع في السير حتى كنت أكفه لئلا أبعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل على هذا المعنى ما سيأتي عند المؤلف وما أخرجه (فكان بعد ذلك يكون في أول الركاب إلا ما كففته) وما أخرج ابن سعد (فكنت بعد ذلك أحبس خطامه لأسمع حديثه) ذكره الحافظ في الشروط (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتزوجت) أي هل تزوجت يا جابر (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (نعم) تزوجت يا رسول الله (فقال) لي (أ) تزوجت (بكرًا أم ثيبًا نقلت) له صلى الله عليه وسلم: (بل) هي (ثيب) فـ (قال) لي: (فهلا) تزوجت (جارية) أي شابة بكرًا (تلاعبها) أي تلاعب معها (وتلاعبك) أي تلاعب معك فـ (قلت) له: (إن لي أخوات) سبعًا أو تسعًا تحتاج إلى من يصلحهن ويمشط لهن (فأحببت) أي وددت (أن أتزوج امرأة) كبيرة (تجمعهن) أي تصلح جميع أمورهن (وتمشطهن) أي تسرِّحُ شعورهن بالمشط (وتقوم عليهن) بالخدمة فـ (قال) رسول الله صلى