للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَتَحَدَّثُ؛ أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيلَ لِتَغزُوَنَا. فَنَزَلَ صَاحِبِي. ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي. ثُمَّ نَادَانِي. فَخَرَجْتُ إِلَيهِ. فَقَال: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قُلْتُ: مَاذَا؟ أَجَاءَت غَسَّانُ؟ قَال: لَا. بَل أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ وَأَطْوَلُ. طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ. فَقُلْتُ: قَدْ خَابَت حَفْصَةُ وَخَسِرَت. قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هذَا كَائِنًا. حَتَّى إِذَا صَلَّيتُ الصُّبْحَ شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي. ثُمَّ نَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي

ــ

المسلمين (نتحدث) فيما بيننا (أن غسان) بفتح الغين المعجمة والسين المهملة المشددة أي أن قبيلة غسان وملكهم الحارث بن أبي شمر (تنعل الخيل) بضم الفوقية وكسر العين المهملة، أي يجعلون لخيولهم نعالًا (لتغزونا) والمراد التهيؤ للقتال، وفي كتاب اللباس من البخاري (وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام له فلم يبق إلَّا ملك غسان بالشام وكنا نتخوف أن يأتينا) (فنزل صاحبي) الأنصاري في يومه من العوالي إلى المدينة (ثم أتاني) أي جاءني من المدينة إلى العوالي (عشاء) أي أوائل الليل (فضرب) أي طرق (بابي) طرقًا شديدًا ليخبرني بما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وغيره على العادة (ثم ناداني) بأرفع الصوت لما أبطأت عن إجايته فقال: أثم هو؟ أي في البيت عمر وكأنه ظن أنه خرج من البيت (فخرجت إليه) فقلت له ما الخبر؟ (فقال) لي: (حدث) اليوم (أمر عظيم) فـ (قلت) له: (ماذا) أي ما الذي حدث؟ (أجاءت غسان؟ قال لا) أي ما جاءت غسان (بل) حدث أمر (أعظم من ذلك) أي من مجيء غسان (وأطول) منه أي أشد من ذلك، وفي رواية البخاري في النكاح (وأهول) أي أفزع منه لأنه (طلّق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه) أي وحفصة منهن، فهو أهول بالنسبة إلى عمر لأجل ابنته يعني اعتزلهن، قال عمر: (فقلت: قد خابت حفصة وخسرت) إنما خصها بالذكر لمكانتها منه (قد كنت) أولًا (أظن هذا) الطلاق (كائنًا) أي حاصلًا لأن مراجعتهن قد تفضي إلى الغضب المفضي إلى الفرقة، ففزعت من ذلك وأخذني الهم وجلست في بيتي (حتى إذا) طلع الفجر (صليت الصبح) في بيتي منفردًا في أول وقتها ثم بعد فراغي من الصلاة (شددت علي ثيابي) وفي رواية البخاري (فجمعت علي ثيابي) أي ليستها جميعًا (ثم نزلت) إلى المدينة (فدخلت على حفصة وهي تبكي) لِما اجتمع عندها من الحزن على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما تتوقعه من شدة غضب أبيها عليها، وقد قال لها فيما أخرجه ابن مردويه (والله إن كان طلقك لا أكلمك أبدًا) كما في فتح الباري.

<<  <  ج: ص:  >  >>