(قلت): والظاهر من رواية مسلم صلاته الفجر في بيته بالانفراد في غير لباسه المعتاد ثم نزوله إلى المدينة والمذكور في صحيح البخاري نزوله متلبسًا وصلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم فبين الروايتين معارضة.
(قلت): يُجمع بينهما بأنه صلى في بيته أولًا في أول وقتها ثم نزل إلى المدينة فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى معه ثم دخل على حفصة رضي الله تعالى عنهما اهـ ما ظهر للفهم السَّقيم.
(فقلت) لها: (أطلّقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدري؟ ) ولا أعلم أطلّقنا أم لا؟ ولكن (ها) أي انتبه واستمع ما أقول لك: (هو) صلى الله عليه وسلم هـ (إذا) الحاضر (معتزل) عنا (في هذه المشربة) بفتح الميم وسكون الشين المعجمة وضم الراء وفتحها أي في هذه الغرفة، قال عمر:(فأتيت غلامًا له) صلى الله عليه وسلم (أسود) يسمى رباحًا كان بوابًا له (فقلت) للغلام: (استأذن)، النبي صلى الله عليه وسلم (لعمر) في الدخول عليه (فدخل) الغلام على النبي صلى الله عليه وسلم (ثم خرج إليّ فقال: قد ذكرتك له) صلى الله عليه وسلم (فصمت) أي سكت عني فلم يرد عليّ جوابًا، قال عمر:(فانطلقت) أي ذهبت من عند الغلام ودخلت المسجد النبوي ومشيت في نواحيه (حتى انتهيت) ووصلت (إلى المنبر فجلست) عنده (فإذا عنده) أي عند المنبر (رهط) وقوم (جلوس يبكي بعضهم) لأجل اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، لم يقف الحافظ ابن حجر على أسمائهم (فجلست) معهم كما في رواية البخاري أي مع الرهط جلوسًا (قليلًا ثم غلبني ما أجد) وأرى من اعتزاله صلى الله عليه وسلم نساءه ومنهن حفصة، وفيه أن الغضب والحزن يحمل الرجل الوقور على ترك التأني المألوف قاله الحافظ (ثم أتيت الغلام) ورجعت إليه (فقلت) له: (استأذن لعمر فدخل) الغلام على النبي صلى الله عليه وسلم (ثم خرج إليّ فقال) الغلام (قد ذكرتك له) صلى الله عليه