للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَمَتَ. فَوَلَّيتُ مُدْبِرًا. فَإِذَا الْغُلامُ يَدْعُونِي. فَقَال: ادْخُل. فَقَدْ أَذِنَ لَكَ. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلْى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى رَمْلِ حَصِيرٍ. قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ. فَقُلْتُ: أَطَلَّقْتَ، يَا رَسُولَ اللهِ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَقَال: "لَا" فَقُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، لَوْ رَأَيتَنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيشِ، قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءِ. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ. فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ

ــ

وسلم (فصمت) عني، قال عمر: (فوليت) أي ذهبت من عند الغلام، حالة كوني (مدبرًا) أي جاعلًا دبري وظهري إليه (فإذا الغلام يدعوني) أي يناديني أي ففاجأني نداء الغلام (فقال) الغلام: (ادخل) على رسول الله صلى الله عليه وسلم (فـ) إنه (قد أذن لك) في الدخول عليه، قال عمر: (فدخلت) المشربة (فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو) صلى الله عليه وسلم (متكئ) أي مضطجع كما هو رواية البخاري (على رمل حصير) أي على سرير حصير بفتح الراء وسكون الميم، وفي رواية البخاري (على رمال حصير) بكسر الراء وتضم أي على سرير مرمول أي منسوج بما يُرمل به أي ينسج به الحصير من الخيوط المتداخلة فيه ورمال الحصير ضلوعه المتداخلة فيه كالخيوط في الثوب اهـ من الإرشاد، و (قد أثر) الرمال كما هو رواية البخاري أي ظهر أثرها (في جنبه) الشريف، قال عمر: (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: وأنا قائم كما هو رواية البخاري (أطلّقت) أي هل طلقت (يا رسول الله نساءك فرفع رأسه إليّ) وكان متكئًا على وسادة من أدم حشوها ليف كما في البخاري (وقال) لي: (لا) أي ما طلقتهن (فقلت: الله أكبر) تعجبًا مما أخبرني به الأنصاري من التطليق جازمًا به أو قاله حامدًا لله تعالى على ما أنعم به عليه من عدم وقوع الطلاق، وفي حديث أم سلمة عند ابن سعد (فكبر عمر تكبيرة سمعناها ونحن في بيوتنا، فعلمنا أن عمر سأله: أطلقت نساءَك؟ فقال: لا، فكبر حتى جاءنا الخبر بعد) كذا في الفتح، ثم قال عمر: (لو رأيتنا يا رسول الله) ونحن بمكة (و) قد (كنا) أخص (معشر قريش قومًا) خبر كان (نغلب النساء) صفة قومًا، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرًا عجيبًا أو هي للتمني لا جواب لها (فلما قدمنا) من مكة (المدينة وجدنا قومًا) من الأنصار (تغلبهم نساؤهم) ويحكمن عليهم (فطفق نساؤنا) نساء قريش بفتح الطاء المهملة وكسر الفاء وتفتح أي جعل أو أخذ أي شرع نساؤنا (يتعلمن

<<  <  ج: ص:  >  >>