و"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" متفق عليه، و"الحلال بين والحرام بين" متفق عليه، وقد جعل غيره مكان:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب ... " إلخ قوله: "ازهد في الدنيا يحبك الله" وقد نظم رموز هذه الأحاديث الأربعة أبو الحسن طاهر بن مفوز فقال:
عمدة الدين عندنا كلمات ... أربع من كلام خير البرية
اتق المشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملن بنيَّةْ
(قلت): وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى كلام حسن غير أنهم لو أمعنوا النظر في هذا الحديث كله من أوله إلى آخره لوجدوه متضمنًا لعلوم الشريعة كلها ظاهرها وباطنها وإن أردت الوقوف على ذلك فأعد النظر فيما قررناه من الجمل في الحلال والحرام والمتشابهات وما يُصلح القلوب وما يفسدها وتعلق أعمال الجوارح بها وحينئذٍ يستلزم هذا الحديث معرفة تفاصيل أحكام الشريعة كلها أصولها وفروعها والله هو المسؤول أن يستعملنا بما علمنا ويوفقنا بما يرضيه عنا إنه ولي التوفيق والهداية لأقوم الطريق والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [٥٢] , وأبو داود [٣٣٢٩] , والترمذي [١٢٠٥] والنسائي [٧/ ٢٤١].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث النعمان رضي الله عنه فقال:
٣٩٦٢ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي (قالا): أي قال كل من وكيع وعيسى (حدثنا زكرياء) بن أبي زائدة الهمداني الكوفي (بهذا الإسناد) يعني عن الشعبي عن النعمان (مثله) أي مثل ما روى عبد الله بن نمير عن زكريا بن أبي زائدة، غرضه بيان متابعة وكيع وعيسى لعبد الله بن نمير في الرواية عن زكرياء.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما فقال: