للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا نَقْدِرُ عَلَيكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأْمُرْ (١) بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلْ (٢) بِهِ الْجَنَّةَ إِذَا نَحْنُ أَخَذْنَا بِهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: اعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيئًا، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْغَنَائِمِ

ــ

(ولا نقدر) أي لا نستطيع الحضور (عليك) لصد هؤلاء الكفار إيانا (إلا في أشهر الحرم) أي إلا في الأشهر المحرم فيها القتال والإغارة في الجاهلية في شريعة إبراهيم - عليه السلام - وهي شوال وذو القعدة والمحرم ورجب (فمرنا بأمر) أي دلنا على أمر فاصل بين الحق والباطل نعمل به في حق أنفسنا بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات و (نأمر به) أي بذلك الأمر (من) تركنا (وراءنا) وخلفنا من قومنا في بلادنا وتبلغه إليهم ليعملوا به (وندخل) نحن وهم (به) أي بالعمل بذلك الأمر (الجنة) دار الكرامة (إذا نحن) وهم (أخذنا به) أي بذلك الأمر وتمسكنا به ودمنا عليه (فقال) لهم (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمركم) أيها الوفد الكرام (بأربع) خصال من قواعد الإِسلام وأساسه (وأنهاكم) أيها الضيف العظام وأحذركم (عن أربع) خصال من المنهيات وتلك الأربع التي هي من المأمورات أقول لكم في بيان أولاها (اعبدوا الله) سبحانه وتعالى أي أفردوه بالعبادة (ولا تشركوا به) سبحانه وتعالى في عبادتكم إياه (شيئًا) من الإشراك لا جليًّا ولا خفيًّا أو شيئًا من المخلوقات إنسًا أو جنًا أو ملكًا حيوانًا أو جمادًا حيًّا ولا ميتًا (و) أقول لكم في بيان ثانيتها (أقيموا الصلاة) المكتوبة في الليل والنهار وأدوها في أوقاتها المحددة بآدابها وأركانها وشرائطها (و) أقول لكم في بيان ثالثتها (آتوا الزكاة) المفروضة في أموالكم واصرفوها إلى مصارفها (و) أقول لكم في بيان رابعتها (صوموا) شهر (رمضان) في السنة (و) أزيد لكم خصلة خامسة غير قواعد الإِسلام وأقول لكم في بيانها (أعطوا الخمس من) أصل (الغنائم) التي غنمتموها من الكفار واصرفوه في مصارف خمس الفيء، وهذه الجملة معطوفة في المعنى على آمركم بأربع، أي آمركم بأربع من المأمورات وأقول أيضًا أعطوا خمس ما غنمتم ندبًا لأنه لم يفرض الجهاد وقتئذ.


(١) في نسخة: (نأمرُ) بالرفع.
(٢) في نسخة: (ندخلُ) بالرفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>