للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبُو صَفْوَانَ الأُمَويُّ، عَنْ يُونُسَ الأيلِيِّ. ح وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى (وَاللَّفْظُ لَهُ). قَال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْب. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ، عَلَيهِ الدَّينُ. فَيَسْأَلُ: "هَلْ تَركَ لِدَينِهِ مِنْ قَضَاءٍ؟ " فَإِنْ حُدِّثَ أنَّهُ تَرَكَ وَفَاء صَلَّى عَلَيهِ. وَإِلَّا قَال: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ"

ــ

عبد الملك بن مروان (أبو صفوان الأموي) الدمشقي، ثقة، من (٩) (عن يونس) بن يزيد الأموي مولاهم (الأيلي ح وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (واللفظ له قال: أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل الميت) وكذا المرأة (عليه الدين فيسأل) رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاربه (هل ترك) هذا الميت المديون (لدينه) الذي عليه (من قضاء) أي مالًا يقضي به ذلك الدين عنه (فإن حُدّث) أي أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أنه) أي أن ذلك الميت (ترك) لدينه (وفاءً) أي ما يُوفى به ذلك الدين (صلى عليه) أي صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت الذي ترك وفاءً صلاة الجنازة (وإلا) أي وإن لم يُحدّث أنه ترك وفاءً (قال) لمن عنده (صلوا على صاحبكم) صلاة الجنازة، فيه الأمر بصلاة الجنازة وهي فرض كفاية كما في النووي يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان في أول الأمر لا يُصلي على ميت عليه دين لا وفاء له فلما فتح الله عليه الفتوح والغنائم صار يصلي عليه ويقضي دين من لم يُخْلِف له وفاءً، قال النووي: إنما كان يترك الصلاة عليه ليحرض الناس على قضاء الدين في حياتهم والتوصل إلى براءتهم عنه لئلا تفوتهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم اهـ نووي. قال القرطبي: سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الميت هل عليه دين أو لا وامتناعه من الصلاة على من مات وعليه دين ولم يترك وفاءً إشعار بصعوبة أمر الدين وأنه لا ينبغي أن يتحمله الإنسان إلا من ضرورة وأنه إذا أخذه فلا ينبغي أن يتراخى في أدائه إذا تمكن منه وذلك لما قدمناه من أن الدين شين، الدين همٌّ بالليل ومذلة بالنهار، وإخافة للنفوس بل وإرقاق لها وكان هذا من النبي صلى الله عليه وسلم ليرتدع من يتساهل في أخذ الدين حتى لا تتشوش أوقاتهم عند المطالبة وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>