للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأمور المهمة، وفيه تقديم الاعتذار بين يدي المسألة، وفيه بيان مهمات الإِسلام وأركانه ما سوى الحج، وقد قدمنا أنَّه لم يفرض في تلك السنة، وفيه استعانة العالم في تفهيم الحاضرين والفهم عنهم ببعض أصحابه: كما فعله ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد يُستدل به على أنَّه يكفي في الترجمة في الفتوى والخبر قول واحدٍ وفيه استحباب قول الرجل لزواره والقادمين عليه مرحبًا ونحوه كأهلًا وسهلًا والثناء عليهم إيناسًا وبسطًا وفيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه وأما استحبابه فيختلف بحسب الأحوال والأشخاص.

وأما النهي عن المدح في الوجه فهو في حق من يخاف عليه الفتنة بما ذكرناه، وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواضع كثيرة في الوجه فقال لأبي بكر - رضي الله عنه - "لست منهم" وقال - صلى الله عليه وسلم - فيه "يا أبا بكر لا تبكِ إن أمن الناس علي في صُحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا" وقال له أيضًا "وأرجو أن تكون منهم" أي من الذين يُدعون من أبواب الجنة وقال - صلى الله عليه وسلم - "ائذن له وبشره بالجنة" وقال - صلى الله عليه وسلم - "أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" وقال - صلى الله عليه وسلم - "دخلت الجنة ورأيت قصرًا فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك" فقال عمر - رضي الله عنه - بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار؟ ! وقال له "ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجك" وقال - صلى الله عليه وسلم - "افتح لعثمان وبشره بالجنة" وقال لعلي - رضي الله عنه - "أنت مني وأنا منك" وفي الحديث الآخر "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" وقال - صلى الله عليه وسلم - لبلال "سمعت دقَّ نعليك في الجنة" وقال - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن سلام "أنت على الإِسلام حتى تموت" وقال للأنصاري "ضحك الله - عَزَّ وَجَلَّ -أو عجيب من فعالكما" وقال للأنصار "أنتم من أحب الناس إلي" ونظائر هذا كثيرة من مدحه - صلى الله عليه وسلم - في الوجه.

وأما مدح الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والأئمة الذين يُقتدى بهم - رضي الله عنهم - أجمعين فأكثر من أن يُحصر والله أعلم، وفي حديث الباب أيضًا من الفوائد أنَّه لا عتب على طالب العلم والمستفتي إذا قال للعالم أرضح لي الجواب ونحو

<<  <  ج: ص:  >  >>