للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِإِبِلٍ. فَأمَرَ لَنَا بِثَلاثِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى. فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا (أَوْ قَال بَعْضُنَا لِبَعْضٍ): لَا يُبَارِكُ اللهُ لَنَا. أَتَينَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا،

ــ

وسلمة بن صخر كذا في فتح الباري [٨/ ٨٥] قال أبو بردة: (قال) لنا أبو موسى: (فلبثنا) أي مكثنا بعد ذلك الوقت (ما شاء الله) تعالى من الزمن (ثم) بعدما لبثنا سويعة (أُتي) بالبناء للمجهول أي جيء النبي صلى الله عليه وسلم (بإبل) أي بنهب إبل أي غنيمتها، والنهب الغنيمة، وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا أوتر من أول الليل قال: أحرزت نهبي أي غنيمتي اهـ مفهم. وسيأتي في الرواية الآتية أنه ابتاعهن من سعد بن عبادة فلا معاوضة لاحتمال أن يكون بعضها من نهب وبعضها اشتراه من سعد (فأمر لنا) بلالًا (بـ) أن يعطينا (ثلاث ذود) من الإبل، والذود من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر فهو من إضافة الشيء إلى نفسه والمراد ثلاث من الذود لا ثلاثة أذواد. وسيأتي في الرواية الآتية أنها كانت ستة أبعرة ولكنها لما كانت كل اثنتين منها مشدودة بعضها ببعض أطلق على كل زوج منها أنها ذود واحدة فصارت ثلاث ذود أي ثلاث أزواج ووقع في رواية عند البخاري ذكره (بخمس ذود) وذلك لا ينافي كونها ستة لأن الأقل يدخل في الأكثر، وقال السندي في حاشيته على صحيح مسلم (ص ٦٤): والأقرب أن مثل هذا لنسيان بعض الرواة بعض العدد والاعتماد في مثله على أكثر العددين أو الأعداد والله أعلم. (غر الذرى) أي بيض الأسنمة، بالجر صفة لذود، فالغُر جمع الأغر وهو الأبيض، والذرى جمع ذروة وذروة كل شيء أعلاه يجوز في ذاله الضم والكسر ويتبعه في ذلك جمعه، قال ابن حجر: ولعل أسنمتها كانت بيضاء حقيقةً أو أراد وصفها بأنها لا علة فيها ولا دبر اهـ والمراد بغر الذرى أي تلك الإبل كانت بيض الأسنمة، وقد رُوي (بقع الذرى) أي في أسنمتها لمع بيض وسود والبقع بضم الباء وفتح القاف جمع أبقع وهو ما فيه بياض وسواد، ومنه الغراب الأبقع والشاة البقعاء إذا كانا كذلك (فلما) أخذناها (انطلقنا) أي ذهبنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلنا) أي قال بعضنا لبعض لا يبارك الله لنا (أو) قال أبو موسى: (قال بعضنا لبعض: لا يبارك الله) إن لم نخبره بيمينه أي لا ينزل الله البركة (لنا) فيما أخذنا منه بعد ما حلف بقوله: "والله لا أحملكم" لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطانا إياها بالحنث في يمينه لأنا (أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) حالة كوننا (نستحمله) أي نطلب منه حملنا على إبل (فحلف) على (أن لا يحملنا)

<<  <  ج: ص:  >  >>