للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْأَلُهُ لَهُمُ الْحُمْلانَ. إِذْ هُمْ مَعَهُ في جَيشِ الْعُسْرَةِ (وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ) فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! إِن أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيكَ لِتَحْمِلَهُمْ. فَقَال: "وَاللهِ! لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيءٍ" وَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ. فَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَمِنْ مَخَافَةِ أن يَكُونَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ وَجَدَ في نَفْسِهِ عَلَيَّ. فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمُ الذِي قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -

ــ

(إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) حالة كوني (أساله) صلى الله عليه وسلم (لهم الحملان) أي حملهم معه في تلك الغزوة بإعطاء الرواحل لهم، والحملان بضم الحاء وسكون الميم مصدر بمعنى الحمل يعني ما يركبون عليه ويحملهم يعني أستمنح رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يركبون عليه، وهذه الرواية بظاهرها معارضة للرواية السابقة حيث جاء فيها أن رهطًا من الأشعريين جاؤوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في هذه الرواية أنهم أرسلوا أبا موسى ولم يأتوا معه ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يقال إن بعضًا منهم جاؤوا معه والآخرين أرسلوه ممثلًا لهم، فالرواية الأولى نظرت إلى من جاء معه والثانية نظرت إلى من تخلف عنه، ويؤيد هذا الجمع ما يجيء في آخر هذا الطريق أن أبا موسى طلب من قومه من يذهب معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصدّقه فيما حكى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذ هم) كانوا (معه) صلى الله عليه وسلم (في جيش) غزوة زمن (العُسرة) والضيق بشدة الحرارة وقلة المؤنة، فالكلام على حذف مضاف (وهي) أي غزوة العُسرة (غزوة تبوك) لأن غزوة تبوك كانت في زمن عُسرة من شدة الحر وبُعد المسافة كما دلَّت عليه القصة في سورة التوبة (فـ) جئته و (قلت) له: (يا نبي الله إن أصحابي) ورفقتي (أرسلوني إليك لتحملهم) أي لتعطي لهم الحمولة في سفرك هذا (فقال: والله لا أحملكم على شيء) أي ما عندي ما أحملكم عليه، قال أبو موسى: (ووافقته) صلى الله عليه وسلم (وهو غضبان) لأمر لم يوافقه (و) الحال أني (لا أشعر) ولا أعلم غضبه أي فأجاته في غضبه غير عالم بحاله (فرجعت) إلى أصحابي (حزينًا) منكسر القلب (من منع) أي من امتناع (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من حمله إيانا معه في تلك الغزوة (و) حزينًا (من مخافة أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجد) وغضب (في نفسه) وقلبه (عليّ) فيما سألته (فرجعت إلى أصحابي) ورفقتي (فأخبرتهم) بالقول (الذي قال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>