للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ وَعَلَيهَا لَحْمُ دَجَاجٍ. فَدَخَلَ رَجُل مِنْ بَنِي تَيمِ اللهِ، أَحْمَرُ، شَبِيهٌ بِالْمَوَالِي

ــ

تابعي عن تابعي، وفيه المقارنة والتحديث والعنعنة (فدعا) أبو موسى أي طلب من أهله (بمائدته) التي يأكل منها أي بإحضارها، والمائدة: القصعة المشتملة على أنواع من الطعام (وعليها) أي وعلى تلك المائدة (لحم دجاج) فيه إباحة لحم الدجاج وأكل ملاذ الأطعمة وطيباتها على الموائد فهو جائز معمول به عندهم وأن ذلك لا يناقض الزهد ولا ينقصه خلافًا لبعض متقشفة المتزهدة (فدخل) علينا (رجل من بني تيم الله) اسم قبيلة ويقال لهم: تيم اللات أيضًا وهم من قضاعة (أحمر شبيه بالموالي) يعني سبي العجم كما في الفتح، وهذا الرجل هو زهدم الراوي أبهم نفسه ولا ينافي ذلك كون زهدم جرميًا والرجل الممتنع تيميًا فقد يكون الشخص الواحد يُنسب إلى تيم وإلى جرم. قوله: (لحم دجاج) يقع اسم الدجاج على الذكور والإناث وهو بكسر الدال وفتحها اهـ نووي، وقال الفيومي: تفتح الدال وتكسر ومنهم من يقول: الكسر لغة قليلة والجمع دجج بضمتين مثل عناق وعنق أو كتاب وكتب وربما جمع على دجائج اهـ وضبطه المجد بالفتح ثم قال: ويثلث.

قوله: (فدخل رجل من بني تيم الله) وقد حقق الحافظ ابن حجر في كتاب الذبائح من الفتح [٩/ ٥٥٦ و ٥٥٧]: أن هذا الرجل هو زهدم الجرمي راوي هذا الحديث نفسه وذلك لما أخرج الترمذي في الأطعمة (رقم ١٨٨٦) من طريق قتادة عن زهدم قال: دخلت على أبي موسى وهو يأكل دجاجة، فقال: اُدن فكل، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكله. وكذلك أخرج البيهقي في سننه [٩/ ٣٣٣]، من طريق الفريابي عن الثوري عن أيوب عن أبي قلابة عن زهدم قال: رأيت أبا موسى يأكل الدجاج فدعاني فقلت: إني رأيته يأكل نتنًا قال: ادنه فقال .. إلخ. وكذا أخرجه أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر عن زهدم نحوه وقال فيه فقال لي: أُدن فكل فقلت: إني لا أريده. فهذه عدة طرق صرّح فيها زهدم بأنه هو صاحب القصة نفسه فهو المعتمد.

وربما يشكل عليه أمران: الأول: أن زهدمًا من بني جرم والرجل الداخل من بني تيم الله وذلك مما يدل على تغايرهما. وأجاب عنه الحافظ بأن زهدمًا كان تارة يُنسب إلى جرم وتارة إلى بني تيم الله، وجرم قبيلة في قضاعة يُنسبون إلى جرم بن زبّان وتيم الله

<<  <  ج: ص:  >  >>