للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال لَهُ: هَلُمَّ! فَتَلَكَّأ فَقَال: هَلُمَّ! فَإِنِّي قد رَأَيتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ مِنْهُ. فَقَال الرَّجُلُ: إِنِّي رَأَيتُهُ يَأكُلُ شَيئًا فَقَذرْتُهُ. فَحَلَفتُ أَنْ لَا أَطْعَمَهُ

ــ

بطن من كلب وهم قبيلة في قضاعة أيضًا، وربما يُنسب الرجل إلى أعمامه أيضًا ويؤيده ما أخرجه أحمد من طريق عبد الله بن الوليد العدني عن الثوري فقال في روايته: عن رجل من بني تيم الله يقال له زهدم، والإشكال الثاني: أن لفظ حديث الباب يدل على التغاير فإن زهدمًا قال فيه: كنا عند أبي موسى فدخل رجل من بني تيم الله. وأجاب عنه الحافظ بأن المراد من قوله: كنا قومه الذين دخلوا قبله على أبي موسى ومثل هذا كثير في الأحاديث كقول ثابت البناني: خطبنا عمران بن حصين أي خطب أهل البصرة ولم يدرك ثابت خطبة عمران المذكورة والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من الفتح. (فقال) أبو موسى: (له) أي لذلك الرجل الداخل (هلم) أي أقبل إلي فكل معنا (فتلكأ) الرجل أي توقف وتباطأ وتثاقل وتأخر عن الإقبال إليه ففهم أبو موسى منه أنه يكرهه (فقال) له أبو موسى مرة ثانية: (هلم) إليّ وأقبل فكل معي (فإني قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل منه) أي من لحم الدجاج (فقال الرجل): اعتذارًا إلى أبي موسى وهو زهدم المذكور (إني رأيته) أي رأيت الدجاج (يأكل شيئًا) أي نجسًا بدلالة قوله: فقذرته، وقد حكى ابن حجر رواية (يأكل قذرًا) (فقذرته) أي فاستقذرت الدجاج يعني به أنه رأى الدجاج يأكل نجاسة فاستقذره أي عذه قذرًا فحلف أن لا يأكل لذلك، وظاهر قول هذا الرجل أنه كان يكره أكل ما يأكل النجاسات من الحيوانات، وقد اختلف في ذلك فكرهه قوم فكان ابن عمر لا يأكل الدجاجة حتى يقصرها أيامًا، ومثل ذلك رُوي عن ابن القاسم في الجدي الذي ارتضع على خنزيرة أنه لا يذبح حتى يذهب ما في بطنه، وكره الكوفيون أكل لحوم الجلالة والشافعي إن كان أكلها أو غالبه النجاسة فإن كان غالبه الطهارة لم يكرهه، وأجاز مالك أكل لحوم الإبل الجلالة وأكل ما يأكل الجيف من الطير وغيره لبعد الاستحالة (قلت): وهذا محمول على ما إذا ذهب ما في بطونها من ذلك كما حكيناه عن ابن القاسم لأن مالكًا قد قال في روث ما يأكل النجاسة وبوله أنه نجس بخلاف أصله في أن الأبوال تابعة للّحوم، وكره ابن حبيب من أصحابنا أكل ما يأكل النجاسات مطلقًا (قلت): وقد روى أبو داود من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسأنهى عن أكل الجلالة وألبانها وهو حجة لابن حبيب لولا أنه من رواية محمد بن إسحاق اهـ من المفهم؛ أي فاستقذرته (فحلفت أن لا أطعمه) ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>