عَنْ سُوَيدِ بْنِ مُقَرِّنٍ؛ أَن جَارِيَة لَهُ لَطَمَهَا إِنْسَانٌ. فَقَال لَهُ سُوَيدٌ: أَمَا عَلِمْتَ أَن الصورَةَ مُحَرَّمَةٌ؟ فَقَال: لَقَدْ رَأَيتُنِي، وَإِني لَسَابع إِخْوَةٍ لِي، مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ. وَمَا لَنَا خَادِمٌ غَيرُ وَاحِدٍ. فَعَمَدَ أَحَدُنَا فَلَطَمَهُ. فَأَمَرَنَا رَسُولُ الله صلى الله
ــ
من أبي شعبة عن اسمه ليكون التحديث لطيفًا وإن لم يكن أبو شعبة العراقي الذي روى عنه هذا الحديث والد شعبة بن الحجاج، ولكنه أراد التلطيف بمناسبة لفظية (عن سويد بن مقرن) المزني الكوفي (أن جارية له) أي لسويد (لطمها إنسان) أي ضرب وجهها بباطن كفه (فقال له) أي لذلك اللاطم (سويد) بن مقرن (أما) مركبة من همزة الاستفهام الإنكاري وما النافية (علمت) أيها الإنسان أي ألم تعلم أيها الإنسان (أن الصورة محرمة) أي أن ضرب الوجه ولطمه حرام ممنوع لورود النهي عنه يعني أن الوجه ذو حرمة لأنه فيه محاسن الإنسان، قال تعالى:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} وفي حديث الجامع الصغير: "إذا ضرب أحدكم خادمه فليتق الوجه" قال في التيسير: ومثل الخادم كل من له ولاية تأديبية اهـ قال القرطبي: الصورة الوجه اهـ.
قال الأبي في شرحه (قوله: أما علمت أن الصورة محرمة) يحتمل أن يكون قوله محرمة بمعنى ذات حرمة فالمراد أن الصورة ذات حرمة فلا ينبغي الضرب عليها، ويحتمل أن يكون بمعنى الحرام والممنوع فالتقدير: أما علمت أن الضرب على الصورة حرام، وهو إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:"إذا ضرب أحدكم العبد فليجتنب الوجه " إكرامًا له لاجتماع محاسن الإنسان وأعضائه الرئيسة فيه ولأن التشويه فيه أقبح، وقد علله في حديث آخر بأنها الصورة التي خلق عليها آدم واختار لخلافته في الأرض هذا ملخص ما ذكره الأبي عن القاضي عياض رحمهما الله تعالى [٤/ ٣٨٥] إكمال المعلم.
(فقال) سويد بن مقرن: والله (لقد رأيتني) أي لقد رأيت نفسي (وإني) أي والحال إني (لسابع إخوة لي) أي لواحد من سبعة إخوة كانت لي أي لجاعلهم سبعة لأنه أصغرهم (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي لقد رأيت نفسي مصاحبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا سابع إخوة لي (وما لنا خادم غير واحد فعمد أحدنا) معاشر الإخوة أي قصد إلى لطم خادمنا (فلطمه) أي ضرب وجهه بباطن كفه (فأمرنا رسول الله صلى الله